responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني    جلد : 1  صفحه : 206
اللغة العربية عليها. وقد أثرت هذه اللكنة على اللهجة الأندلسية التي يُتكلم بها اليوم.
أما اللباس المورسكي، فقد تغير كثيرًا منذ سقوط غرناطة سنة 1492 م إلى الطرد الجماعي سنة 1609 م. وقد وصف أحدهم لباس المورسكيات في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي وأوائل القرن السادس عشر الميلادي قائلاً: "كلهن يلبسن سراويل من الكتان مرخاة ومثنية تصل إلى الخاصرة على مستوى السرة حيث تربط برباط يشبه رباط الكهان، ويلبس فوق السراويل قميصًا واسعًا من الكتان، وفوقه "بدعية" من الصوف أو الحرير، كل واحدة وإمكاناتها المالية. وعندما تخرجن إلى الشارع، تغطين أجسامهن بغطاء أبيض ناصع من الكتان أو القطن أو الحرير، ويغطين به وجههن ورأسهن لدرجة لا يرى منها إلا عيناهن". وكانت المورسكيات تتزين بدماليج وأطواق وأخراس من الذهب والفضة ذات صنع خاص، وبالمجوهرات.
وقد رسم بعض المعاصرين مورسكيات بألبستهن هاته، تشبه ألبسة مغربيات مدن الشمال القديمة، كسلا وتطوان وفاس ووجدة. والغطاء الأبيض هو ما يسمى في المغرب بالحايك، وكان في الأندلس أقصر مما كان عليه في المغرب. وكانت العائلات الأندلسية تحتفظ عبر الأجيال بالألبسة النسائية الفاخرة التي تستعمل في المناسبات، كالزواج والأعياد الكبرى.
أما الرجال، فكانوا يلبسون اللباس القشتالي، خاصة في المدن، ولم يرجعوا إلى اللباس الإسلامي إلا إبان الثورات، كثورة غرناطة الكبرى. وقد قاومت الدولة اللباس الإسلامي، خاصة بالنسبة للرجال.
كانت حالة المورسكيين الاجتماعية تختلف من مدينة لأخرى. فمدينة إشبيلية مثلاً أصبحت عاصمة الدولة القشتالية منذ احتلالها إلى سنة 1505 م، وكان مدجنوها يعيشون في حي خاص اسمه "الدريبغو" (أي الدرب الصغير). وفي سنة 1483 م تكونت "موريرية" (أي حي إسلامي) في ربض "سان ماركوس". وعندما أجبر المسلمون على النصرانية في سنة 1505 م، حول مسجد الدريبغو الكبير إلى كنيسة، وأصبح المسلمون أحرارًا في السكن في أي حي من أحياء المدينة، لكن ظل تجمعهم أكبر في الدريبغو وسان ماركوس طيلة القرن السادس عشر الميلادي.
وبعد ثورة غرناطة الكبرى سنة 1569 م وطرد عدد كبير من الغرناطيين، استقر بعضهم في إشبيلية حتى كاثروا المدجنين الأصليين، ووصلت نسبة المورسكيين إلى

نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست