نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 234
بهذه المواضيع، ولا تقبل أية شكاوي جديدة لا بشأن الموجودين الآن في هذه الممالك ولا بشأن من يقال إنهم رجعوا، باستثناء الذين يعيشون أقل من عشرة فراسخ من موانىء البحر". وكتب الملك مجيبًا على هامش هذا الطلب: "ليس من المناسب أن يتم هذا بقانون. وأمر صاحب الجلالة المجلس بأن يكتب رسائل للولاة يطالبونهم بالتساهل في هذه الأمور".
وفي سنة 1624 م، ألح مجلس الكورتس على نفس الطلب، فأجاب الملك
مرة أخرى بأنه من غير المناسب إجراء قانون خاص بهذا الموضوع، ولكن الأنسب أن تُأمر المحاكم بعدم قبول اتهامات جديدة في شأن المورسكيين، وبأن تتابع المتهمين لا كمورسكيين ولكن كمتسكعين.
وركز الوشاة بصفة خاصة على أهالي منطقة قلعة رباح التي تعد تابعة للأندلس الطبيعية. وقد عاد إلى هذه المنطقة معظم المورسكيين الذين هجروا منها، غير عابثين بالعقوبات القاسية التي تهددتهم، ومنهم من رفع قضايا أمام المحاكم محتجين بالامتيازات التي مُنحوها في السابق. ففي عام 1625 م، تقدم بدرو دي جبينس، عن نفسه وعن جماعة من مورسكيي منطقة قلعة رباح، برسالة إلى الملك يشتكي فيها من طريقة طرده وتجريده من ممتلكاته دون سماع ما عساه أن يقول، ودون إعطائه الوقت الكافي للدفاع عن نفسه. وجاء في الرسالة:
"وأخيرًا، يا صاحب الجلالة، أمرتم في رسالتكم من مجريط بتاريخ 25/ 6 / 1624 م بعدم طرد المتأصلين من المدن الخمسة (التابعة لقلعة رباح) لأنهم من سلالة أشخاص منحوا امتيازات خاصة. وعوضًا عن أن تنفذ لهم تلك الامتيازات، فإنهم يُشتمون ويُسخر منهم وتُلغى شهاداتهم بحجة أنهم طردوا فحُسبوا ممن شملهم أمر الطرد، كل ذلك بهدف إهانتهم". ثم طلب بدرو دي جبينس من الملك في الرسالة إعادة امتيازاته وامتيازات من وكله من المورسكيين، وقبولهم في الوظائف العامة دون تحيز، كما نبه جبينس الملك بأن عددًا كبيرًا من مورسكيي قلعة رباح يخدم في الجيش: "ويوجد الآن منهم في المليشيات عدد كبير، كقبطان الفلاندرس دييكو لوبيز صارميانتو وأخيه القبطان ألونسو، ومن بينهم خمسون عسكريًّا (أي من مورسكيي قلعة رباح)، ومنهم قساوسة وقانونيون وراهبات حافيات". وأعطى مجلس قشتالة، التي تتبعها منطقة قلعة رباح، بعد دراسة هذه الشكوى، رأيه كالتالي: "نظرًا لقلة سكان تلك الممالك، يرجى من صاحب الجلالة أن يُبقي
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 234