نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 233
قيام، وهو طرد المورسكيين من إسبانيا، بتركهم يرجعون إليها، لذا أقوم بالإمكانيات البسيطة التي بقيت لي على تتميم هذا العمل تتميمًا جيدًا ... فلقد كلمت نائب الملك في أراغون في أهمية طرد مورسكيي طركونة ... وكذلك مورسكيي جزيرة ميورقة والذين التحقوا بهم من مملكة مرسية ومناطق أخرى بما مجموعه ستون بيتًا ... ومورسكيي جزيرة سردانية ... وكناريا.
أرجو من معاليكم أن تأمروا بتطبيق القرار الذي اتخذه".
وفي 24/ 9 / 1616 م، كتب دوق ليرما إلى نواب الملك في مملكة أراغون يأمرهم بطرد ما تبقى من المورسكيين بالاتصال بالكوندي دي سلازار: "حتى تبقى جميع هذه الممالك نظيفة من هؤلاء الناس كما يجب".
وخلف فليبي الثالث ابنه فليبي الرابع (1621 - 1665 م)، فلم يهتم بموضوع المورسكيين كثيرًا. وفي 22/ 10 / 1621 م، توصل مجلس أراغون بتقرير أرسله إلى الملك بدرو آلوس، مفتش الأملاك الملكية في قطلونية وتوابعها، اشتكى فيه آلوس للملك من وجود أعداد كبيرة من المورسكيين في كل ممالك أراغون، بلنسية وأراغون القديمة وقطلونية: بعضهم لم يخرج أصلاً، والبعض رجع، وأنهم يعيشون في سلام وطمأنينة، تحميهم شخصيات كثيرة ذات نفوذ، "مما يضر بجلالتكم ويضر بممتلكاتكم التي يقدر ثمنها بأكثر من مائتي ألف دوقة ذهبية، معظمها على شكل
أموال جارية يصلح استعمالها من طرف جلالتكم في الحملات العسكرية. وحيث يوجد هؤلاء المورسكيون بأعداد كبيرة، يكون من الأفضل استخدامهم في التجذيف على السفن، فتنتهي بذلك البطالة بين الأهالي (النصارى) الذين يدافعون عنهم لمصلحتهم، إذ يعمل المورسكيون في الزراعة ويتركونهم (أي النصارى) يقومون بأعمال أخرى". كما ادعى آلوس أن لهؤلاء المورسكيين علاقات وثيقة بالأتراك والمغاربة.
ولم يأبه فليبي الرابع بهذه الشكوى ولا بغيرها من الشكاوي التي قدمت إليه في هذا الشأن. وكان يعتقد، هو وحاشيته، أن قرار الطرد كان خاطئًا ومضرًّا بإسبانيا، فاتسم بالواقعية، ولم يعد يرى فيمن تخلف من المورسكيين أي خطر يستحق الذكر.
وساد الكورتس نفس الشعور، إذ أعلن سنة 1623 م بأنه "ارتكبت عدة تجاوزات بحجة عودة بعض المورسكيين؛ لذا يرجى من صاحب الجلالة بأن يأمر بألا يعاد إلى ارتكاب هذه الأمور من الآن فصاعدًا، وأن تنتهي كل التحقيقات التي لا زالت متعلقة
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 233