نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 243
على السند من الخارج من أجل ذلك. وكانت تقوم معظم هذه المحاولات في الجنوب الذي حافظ على اسم الأندلس إلى اليوم، والذي ظل المسلمون به أكثرية مضطهدة أجبرت على التنصير، وبقيت ذكراها الجماعية قائمة. وسنعرض فيما يلي ثلاثة أحداث وقعت في إسبانيا في القرن السابع عشر الميلادي.
ففي 9/ 2 / 1624 م، تقدم مجلس الدولة بتقرير عن مدينة غرناطة يخبر فيه أن بها أسرتين، كويار ومدريد، لهما وضع اقتصادي جيد لاحتكار أفرادهما صناعة الحرير، والجميع يعرف أن العائلتين مورسكيتين. وقد اتهم أفرادهما، بسبب الحسد والمنافسة، أمام محاكم الجرائم بأن لديهم علاقات مع مسلمي شمال إفريقيا ويتآمرون معهم ضد الدولة الإسبانية. فأمر القاضي بتفتيش منازلهم، فلم يجد شيئًا يشتبه فيه سوى خريطة لمملكة غرناطة. وأخبر قاضي غرناطة بكل ذلك قاضي مجريط الذي اعتبر الاتهامات مجردة من أي دليل وأمر وزارة المالية بتفضيل المؤجرين.
انتشرت المجاعات في عصر فليبي الرابع، وعمت الدولة الفوضى، وثارت
الولايات. ففي سنة 1640 م، انفصلت البرتغال عن إسبانيا بعد أن توحدت معها أثر معركة وادي المخازن، وأعلن دوق دي براغانسا نفسه ملكًا عليها. وفي سنة 1648 م، نشبت ثورات ضد الدولة في أراغون. وفي نفس الوقت، قلت كميات الفضة المرسلة إلى إسبانيا من أمريكا الجنوبية، فجفت صناديق الدولة من المال، وضعفت إمكاناتها.
وأدت هذه الأحداث إلى أوضاع لا تطاق، خاصة في الأندلس، حيث سيطرت الكنيسة وبعض العائلات الغنية الوافدة من الشمال على خيراتها، بينما أصبحت جماهير المنحدرين من أصول إسلامية تعيش حياة الجوع والمرض. وقد شجع انفصال البرتغال الأندلسيين على محاولة تحرير أنفسهم من سلطة قشتالة وعلى الثورة.
فقامت مظاهرات في إشبيلية تنادي: "عاش الملك دون خوان (ملك البرتغال المنفصل)، وليسقط الملك فليبي الرابع (ملك إسبانيا) وحكومته السيئة".
كان لملك البرتغال المنفصل علاقة وثيقة بالأندلسيين، إذ تزوج بدونيا لويزا بيريز دي عثمان، وهي امرأة أندلسية عريقة، أخت الدون ألونسو بيريز دي عثمان، دوق مدينة شذونة، القائد العام للأسطول الإسباني في المحيط الأطلسي والشواطىء الأندلسية. ففكر الدوق في تحرير الأندلس وإعلان نفسه ملكًا عليها، وذلك بتشجيع من أخته وبمساندة صديقه ماركيز أيامونتي، وهو أندلسي عريق كذلك.
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 243