نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 244
كانت لدوق مدينة شذونة، الذي عينه ملك إسبانيا حاكمًا عسكريًّا للأندلس، علاقات وثيقة بحكومة البرتغال الجديدة وملكها زوج أخته وبفرنسا وبريطانيا وهولاندا الذين وعدوه جميعًا بالمساندة. كما كان يملك أراض شاسعة بمنطقة شلوقة غرب قادس، وكان له ثروة هائلة وأتباع مسلحون كثيرون. واتصل دوق مدينة شذونة وماركيز أيامونتي بملك البرتغال عن طريق الراهب نقولا دي بلاسكو، الذي كان موضع ثقة لدى ملك البرتغال. وكان سانشه، خادمه، الواسطة بينه وبين نبلاء الأندلس.
اتصل المتآمرون بأمير مورسكي من ذرية سلطان غرناطة أبي عبد الله الأيسر الذي حكم البلاد بين سنتي 820 و 845 هـ عدا حقبتين قصيرتين بين سنتي 831 هـ و 833 هـ وبين سنتي 835 هـ و 836 هـ. وكان هذا الأمير يسكن جبال قادور، شمال مدينة المرية، فانضم إلى الثورة تحت اسم طاهر الحر، وأعلن نفسه ملكًا على شرق الأندلس. فسانده دوق مدينة شذونة، ووعده أندلسيو المغرب بإرسال جيش منهم لمساندة الثورة الأندلسية.
ويظهر من علاقة دوق مدينة شذونة وأندلسيي الرباط في تلك الفترة، أنه كان يأمل في مساندتهم لمشروعه. وفعلاً اتبع دوق مدينة شذونة سياسة والده في الدفاع عن أندلسيي الرباط كلما ضاق بهم الأمر، وكان يبرر مساندته، تقية، أمام ملك إسبانيا بأنهم نصارى في الخفاء. وفي 21/ 4 / 1641 م سيطر الدلائيون على قصبة الرباط، فضاعت المبادرة من يد الأندلسيين، لكن زعماءهم ظلوا على اتصال بزعماء الثورة بالأندلس.
لم يكتب لهذا المشروع النجاح بسبب خيانة سانجه، خادم الراهب نقولا بلاسكو. فمرة طلب سانجه من الملك خوان، ملك البرتغال، الإذن بالذهاب إلى إشبيلية للانضمام إلى الثورة، والاتصال بدوق مدينة شذونة ليسلم له أخبارًا هامة.
لكن، عوضًا عن إشبيلية، اتجه سانجه إلى مجريط، وسلم المراسلات التي لديه إلى كوندي ودوق أليبارس، وزير الملك فليبي الرابع المتصرف في الدولة آنذاك. وعند اكتشاف المؤامرة، أخبر الوزير الملك، وأمر دوق مدينة شذونة بالقدوم إلى القصر الملكي. لكن دوق مدينة شذونة اعتذر عن القدوم بحجة توعك صحته. فأمر الوزير حينذاك ماركيز أيامونتي بالقدوم إلى مجريط. فاستجاب الماركيز، لكن الوزير أمر بقبضه في الطريق إليها، فقبض عليه في ضواحي قرطبة وسجن في قلعة منتية.
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 244