responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني    جلد : 1  صفحه : 245
وعندما أيقن الوزير أن ماركيز أيامونتي أصبح بيده، أرسل أمرًا بتاريخ 4/ 9 / 1641 م بالقبض على دوق مدينة شذونة. فلما علم الدوق بالأمر، اختار الذهاب بنفسه إلى مجريط لتحاشي ما هو أعظم. فاستقبله الوزير أليبارس مع ماركيز أيامونتي، واستنطقهما، ثم استجوبهما مجلس الشورى الملكي. فأمر الملك بإعطاء مكافآت لمن فضحوا المؤامرة، وحكم على ماركيز أيامونتي بالإعدام، فأعدم في قصر سقوبية. أما دوق مدينة شذونة، بسبب علاقاته الدولية ولكونه سلم نفسه، أنقذت حياته وحكم عليه بمصادرة أملاكه في شلوقة وإعلان توبته والكتابة ضد مسانده، ملك البرتغال.
فبقي طاهر الحر وحده في الثورة. فاتجه إلى منطقة أشتبونة لاستقبال القوات الأندلسية من المغرب. لكن الوزير أليبارس أرسل من يقتله غيلة في منطقة أشتبونة.
وهكذا أنهت آخر محاولة أندلسية في التحرير، والجدير بالذكر أن علم طاهر الحر ودوق مدينة شذونة هو الآن علم منطقة الأندلس ذات الحكم الذاتي.
لم تستقر الأوضاع بالأندلس بعد القضاء على حركة طاهر الحر. فانتشرت بعد ذلك عبر مدن الأندلس وقراها المناشير التي تشتم الملك فليبي الرابع وتحث الأندلسيين على الثورة. ومنذ سنة 1644 م، أخذت العامة تتعرض لقوافل الفضة القادمة من ميناء إشبيلية إلى مجريط، وتوزع حمولاتها على الفقراء، كما حدث في أستجة سنة 1645 م، وفي غيرها. وفي سنة 1647 م، وقعت حوادث خطيرة في الحامة واليسانة وأردالس في منطقة الأندلس، كما وقعت مظاهرات احتجاج في غرناطة سنة 1648 م.
وفي يونيو سنة 1650 م، اكتشفت الحكومة مؤامرة لثورة شعبية، واتهمت المورسكيين بتنظيمها والتخطيط لها، وبتجهيز جيش من ثمانية آلاف رجل داخل غرناطة وخارجها للاستيلاء عليها، وحكمت بأحكام مختلفة على مدبريها، منهم أربعة بالإعدام بعد التعذيب، وواحد بالإعدام بالسيف، وتقول رواية معاصرة للأحداث إن "محركي (المؤامرة) كانوا مورسكيين، وأغلبهم من سكان البيازين، وهو الآن يكاد يكون خاليًا من السكان، بسبب العدد الكبير من أهله الذين سجنوا أو هربوا منه، ولم يبق فيه سوى الدخلاء والأجانب عن البلد". ومن زعماء المؤامرة ألونسو فرناندس دي ماهاندون، وكان مورسكيًّا غنيًّا يعمل صباغًا في البيازين.
وبعد غرناطة اشتعلت قرطبة، وكان الطاعون يسفك بأهلها منذ سنة 1649 م.
وازداد وضع قرطبة تأزمًا سنتي 1651 م و 1652 م بضياع المحاصيل الزراعية بسبب

نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست