responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني    جلد : 1  صفحه : 246
الجفاف، مما سبب مجاعة فظيعة بين أهلها وهجرة أعداد هائلة من أهل البادية إليها، دون أن يحرك والي المدينة من طرف الحكومة ساكنًا للتخفيف من معاناة المواطنين.
وفي 6/ 5 / 1652 م، في هذا الجو المحموم، خرجت امرأة جليقية في حي سان لورانزو بقرطبة، تصيح وبيدها جسد ابنها الذي مات جوعًا. فتجمهرت حولها نساء الحي، وأخذن يصحن بالرجال ويشتمنهم لجبنهم في الوقوف ضد الظلم. فتسلح الرجال بالسكاكين والفؤوس والمطارق، وتوجهوا إلى بيت الوالي فحطموه. بينما التجأ الوالي إلى إحدى الكنائس. ثم هجم المتظاهرون، نساء ورجالاً، على بيوت النبلاء، وعلى بيت دون بدرو دي طابية، مطران قرطبة، وأخذوا منها القمح ووزعوه على الأهالي.
وبعد يومين، انضم للثورة كل سكان قرطبة، وتحولوا من المطالبة بالغذاء إلى المطالبة بإجراء إصلاحات في حكم قرطبة وبطرد النبلاء منها. ثم كون الثوار مجلسًا ثوريًّا وانتخبوا رجلاً منهم محترمًا جدًّا بينهم اسمه دييكو فرنادس دي قرطبة. حاكمًا على قرطبة، وعزلوا بدرو ألونسو فلورس دي مونتنقرو، المعين من طرف الحكومة.
فوافقت الكنيسة والملك على هذا الانتخاب لتهدئة الثورة. ثم أمر الملك بإرسال مائة ألف دوقة لشراء القمح لأهل قرطبة. وعندما رأى الملك أن هذين الإجراءين لم يفيدا في تهدئة الثورة، قرر في 16/ 5 / 1652 م العفو عن زعمائها، وفي 20/ 7 / 1652 م العفو عن جميع المشاركين فيها.
وبعد قرطبة، دخلت إشبيلية ومنطقتها، خاصة قلعة جابر وقرمونة، في تمرد شامل ضد الدولة، احتجاجًا على تسلط النبلاء على ماء الري وحرمان الفقراء منه.
وكان الغلاء قد فاق ما يحتمل، إذ وصل ثمن الخبزة الواحدة خمس إلى ست ريالات، بينما كان راتب العامل في البناء مثلاً في اليوم الواحد أربع إلى خمس ريالات. ففي 22/ 5 / 1652 م، ثار أهل إشبيلية بقيادة خياطين هما ايزديرو طريس وفرانسسكو هورتادو، وهجموا على بيوت النبلاء. ثم هجموا على مطران إشبيلية وحاكمها، وطلبوا منهما التدخل لتحرير المساجين وإلغاء الضرائب على المواد الغذائية وحرق ملفات الشرطة. ثم تحول المتظاهرون إلى المطالبة بحقوقهم السياسية والاجتماعية.
وفي 30/ 5 / 1652 م، سيطرت الحكومة بكتيبتين عسكريتين على حي الفيريا حيث قام التمرد. ثم قبضت على زعماء الثورة، وقدمتهم للمحاكمة، فحكمت على

نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست