نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 247
خمسة منهم بالإعدام فورًا، ثم أعدمت عددًا من الباقين في الأيام التالية، وأرسلت عددًا آخر للتجذيف فوق السفن. ثم أعطت الحكومة مكافآت للنبلاء الذين شاركوا في قمع التمرد وخسمت لهم خمسين في المائة من الضرائب المستحقة على أملاكهم.
وقد تزعم هذه الأحداث الدامية المنحدرون من أصول إسلامية الذين ظلوا يكونون أكثرية أهل الأندلس المعذبين، الذين كانوا يرزحون تحت استغلال الكنيسة واضطهاد رجالها وتسلط النبلاء الذين استغلوا أموالهم وسيطروا على أملاك أجدادهم عند احتلال الأندلس. وكلا الطبقتين، رجال الكنيسة والنبلاء، قدما من خارج الأندلس، من قشتالة وأراغون وحتى من خارج إسبانيا.
وبزغت، نتيجة هذه الحركات الثورية، بوادر هوية جديدة للشعب الأندلسي المعاصر الذي لم يعد عنده الإسلام إلا ذكرى طيبة في المخيلة، أو انتماء مستورًا في الأعماق.
7/ 5 - شواهد الرحالة:
زار الأندلس في القرنين الميلاديين السابع عشر والثامن عشر، عدة رحالة، مسلمين ونصارى، كتبوا مرثياتهم بطريقة حية تستحق التسجيل. وهي شهادات من معاصرين تشهد بالوجود الإسلامي المستتر والمتواصل في الأندلس بعد طرد سنة 1609 م. بل راقب الرحالة بقية الوجود الإسلامي حتى في مناطق وجودهم التاريخية الأخرى، كمنطقتي بلنسية وأراغون القديمة.
ففي سنة 1660 م، لوحظ في سجلات كنيسة إحدى المدن البلنسية التي كان جل سكانها من المورسكيين، وجود عبارة "نصراني جديد" بكثرة أمام أسماء المواليد الجدد، وهي عبارة تطلق كما رأينا، على المورسكيين. ويعتقد أن المذكورين في السجلات هم من سلالة الأطفال الذين مكثوا في بلنسية بعد طرد سنة 1609 م، والذين بقي القساوسة يسجلون أصولهم إلى التاريخ المذكور أعلاه، ثم توقفوا عن ذلك بعده.
وفي سنة 1690 م (1102 هـ)، أرسل مولاي إسماعيل، سلطان المغرب، سفيره الوزير محمد بن عبد الوهاب الغساني إلى كارلوس الثاني، ملك إسبانيا، لمعالجة موضوع افتكاك مائة أسير نصراني، وأرسل معه رسالة يقول فيها: "وذكرونا (العلماء) في مسألة غدر أسلافكم بأهل غرناطة وغيرهم، وهي لما يزيد على الأربعين
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 247