responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني    جلد : 1  صفحه : 264
أساس لها من الصحة. ولنوضح فيما يلي أهم ما بقي من الآثار الإسلامية في المجتمع الأندلسي المعاصر.
أولاً، تنطق كل مظاهر الأندلس الخارجية، في المدن والقرى والقلاع، بالوجود الإسلامي. وبقي الفن المعماري الأندلسي حيًّا، يعتز به أهل الأندلس ويتذوقه غيرهم، كما حافظ البيت الأندلسي المعاصر على طابعه الإسلامي القديم. ويرى اليوم زائر حي البيازين بغرناطة على الشكل الذي وصفه به دي خرقيرا حيث قال بأنه عبارة عن شبكة من الأزقة، منها ما له مخرج ومنها ما لا يخرج منه "وببناءاته ذات الطابع المورسكي، وأزقته الضيقة لدرجة لا يمكن معها أن يمر بها أكثر من شخصين في آن واحد، ومنها ما لا يمكن أن يمر بها إلا شخص واحد".
وظلت الحديقة الأندلسية إلى اليوم، فنًّا قائمًا بنفسه، كما أصبحت الشرفة (البلكون) من علامات الهندسة المعمارية الأندلسية المعاصرة. وتشهد أسوار المدن القديمة والمساجد المحولة إلى كنائس، والكنائس المبنية على شكل مساجد، والقصور القديمة، والجديدة التي تحاكي شكل القديمة، كلها تشهد بتواصل الحضارة الأندلسية المعمارية. ولم تتغير قط قرى البشرات، والمنطقة الشرقية وجبال رندة بمقاطعة مالقة، ووادي المنصورة بمقاطعة المرية، منذ سقوطها في يد الجيوش القشتالية. ولكن كل تلك القصور والمساجد إنما هي، كما قال أحد المسلمين الأندلسيين المعاصرين، بقايا قافلة الأندلس التي مرت عبر التاريخ وتركت تلك الآثار، ولكن القافلة الحية هي التي لا زالت قائمة لم تندثر وبقيت الآثار الإسلامية في شخصية أفرادها وتكوين مجتمعها.
قام باحث سويدي بدراسة فصائل دم أهل الأندلس، فوجد أن نسب الفصائل المختلفة بينهم تختلف عن باقي إسبانيا وتشابه النسب الموجودة في شمال إفريقيا. ولا حاجة، في الحقيقة، لهذا البحث الدقيق، إذ يمكن لكل ملاحظ أن يرى أن أوصاف أهل الأندلس اليوم تتطابق مع أوصاف الأندلسيين القدامى المحررة في الكتب القديمة، مدينة مدينة ومنطقة منطقة.
قال أبو الفضل النيقاشي: "جرت مناظرة بين يدي ملك المغرب المنصور يعقوب (الموحدي)، بين الفقيه أبي الوليد بن رشد والرئيس أبي بكر بن زهر، فقال ابن رشد لابن زهر في تفضيل قرطبة: ما أدري ما تقول، غير أنه إذا مات عالم بإشبيلية فأُريد بيع كتبه حملت إلى قرطبة حتى تباع فيها، وإن مات مطرب بقرطبة

نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست