نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 266
بين مجموع السكان في إسبانيا توجد في المقاطعات الأندلسية الثمانية، وأقلها على الإطلاق مقاطعة قادس حيث لا تزيد فيها هذه النسبة على الخمسة في المائة من مجموع سكانها. ومن جهة أخرى نفر الأندلسيون المعاصرون من الرهبنة، حتى أصبحت معظم كنائس الأندلس مقفلة أو مفتوحة للسيّاح.
ولا يعني هذا أن الأندلسيين المعاصرين لا يؤمنون بالله، بل عكس ذلك، هم شعب يؤمن، لكن تجربته التاريخية أدت إلى ذكرى جماعية لديه جعلته ينفر من الكنيسة ويقترب من الإسلام.
ففي العادات الشعبية المعاصرة في منطقة البشرات، تخيف الأم طفلها قائلة له: "سيأتيك رجل السمن"، وذلك لأن الرهبان في القرن السادس عشر الميلادي كانوا يأتون بشحم الخنزير للبيوت، ويجبرون أهلها على أكلها، ويعاقبونهم إذا رفضوا ذلك.
ومن مظاهر اعتزاز الأندلسيين المعاصرين بجذورهم الإسلامية ما قامت به بلدية فرجليانة بمنطقة الشرقية (مقاطعة مالقة). فقد أقامت في كل أزقة المدينة وشوارعها رسومًا من الزليج تحتها كتابات بالإسبانية تذكر المقاومة الإسلامية أيام ثورة غرناطة الكبرى. ومثال ذلك هذه الكتابة: "وعم السكوت الرهيب قرية فرجليانة. وظل المرتفع مهجورًا، والأجسام ميتة، وصوت مارتين الوزير (زعيم المقاومة الإسلامية المحلية) يقول: إذا متنا في سبيل الدفاع عن حريتنا ونحن نجاهد، فستستقبل أمنا الأرض ما أنتجته، ومن لم يغطه كفن فلن تبخل عليه السماء بغطاءها. لم يشأ الله أن يقال إن رجال بني طوميز (منطقة فرجليانة) هابوا الموت في سبيل الدفاع عن وطنهم". ومثال ذلك احتفال بعض المدن السنوي بانتصار المسلمين على النصارى كما تفعل بلدة قمارش (بالشرقية كذلك) يوم 25 مارس من كل سنة إلى اليوم، وقد حضر هذا الاحتفال بدعوة من البلدية كاتب هذه السطور سنة 1990 م. ومثال ذلك أيضًا الكتب التي تنتجها المدن الكبيرة والصغيرة تبين فيها أصولها الإسلامية، كما فعلت قمارش ومنطقة الشرقية وعذرة والمرية وغيرها من المدن والقرى والمناطق.
وأجبر الأ - صلى الله عليه وسلم - إلى تكوين لهجة أندلسية لها سمات خاصة ورثتها عن اللغة العربية. ولمدة
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 266