نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 271
ولم يكن فراندو السابع مخلصًا في قبوله لدستور قادس، فاستغاث بالكنيسة وبالفرنسيين فاتحدا وكونا قوة غزت إسبانيا من بلدة "بايون" تحت صرخات: "عاش الملك المستبد عاش الدين (يعني الكاثوليكي) عاشت محاكم التفتيش". واجتمع جيش من اليمينيين قوامه أربعون ألف رجل استطاع أن يطرد مساندي دستور قادس والقبض على رييغو، قائد الثورة. وفي 3/ 10 / 1823 م، أصدر الملك أمرًا بالعودة إلى ما قبل 7/ 3 / 1820 م، وألغى بذلك دستور قادس. فثار الأهالي في إشبيلية وغيرها من المدن الأندلسية، وهجموا على محكمة التفتيش وحطموا آلات التعذيب بها.
وفي 28/ 2 / 1831 م، قام الجنرال طريخوس بحركة عسكرية للمطالبة بدستور قادس، فأنزل قواتًا بحرية قرب الجزيرة الخضراء. لكنه اضطر إلى الالتجاء إلى جبل طارق حيث اتصل به حاكم مالقة العسكري، ووعده بالمساندة شرط قدومه إلى مالقة.
فصدقه طريخوس وأبحر في خمسين من مسانديه قرب ميناء سهيل. ولكن حاكم مالقة غدر به عند اقترابه منها، فقبض عليه وأعدمه.
وتتابعت محاولات العودة إلى دستور قادس كالإنزال البحري الذي قام به الجنرال مانزنارس على شواطىء قادس، وثورة استانسلو فرناندس وأهل بلدة لوس باريوس (مقاطعة قادس). وثورة أهل قادس ضد حاكمها العسكري وإعدامهم له، وغيرها من ثورات الأفراد والجماعات، كمريانة دي بنيدا التي أعدمت لرفعها للعلم الأخضر، الذي يمثل الأندلس الإسلامية، والذي أصبح شعارًا للأندلسيين. تابعت وصية إيسابيلا الثانية سياسة زوجها، وعينت سيا برمودس وزيرًا لها.
فثارت عليه الأندلس وطالبت بطرده وإجراء إصلاحات سياسية. فأقصته الوصية وأحلت محله مرتينز دي لا روزا الذي لم يرض هو الآخر المطالبين بالإصلاح، فخلفه الكوندي دي تورينو دون أي تغيير في السياسة.
وفي مارس سنة 1835 م، انطلقت الثورة من مالقة، فتكوّنت قوة شعبية طردت ممثلي الحكومة، وانتخبت مجلسًا ثوريًّا لإدارة مقاطعة مالقة حسب دستور قادس، ومطالبة الحكومة المركزية بتطبيقه كذلك. وتبعت المدن الأندلسية الأخرى مثال مالقة، المدينة تلو الأخرى: إشبيلية (مقاطعة إشبيلية)، وقادس والجزيرة الخضراء وشنت رخ وميناء شنتمرية وشريش وشلوقة (مقاطعة قادس)، ورندة وأندوجر (مقاطعة مالقة)، وجيان (مقاطعة جيان)، والمرية (مقاطعة المرية)، وقرطبة (مقاطعة قرطبة)، وغرناطة
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 271