نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 272
(مقاطعة غرناطة). وهكذا ثارت معظم مقاطعات الأندلس ضد الحكومة المركزية في مجريط. ولم يصل شهر غشت عام 1835 م، حتى عمت ثورة الأندلس جميع مناطق إسبانيا الأخرى، عدا قشتالة القديمة التي بقيت موالية للحكومة، فتكونت فيها مجالس ثورية محلية.
ثم اتحدت المجالس الثورية المختلفة في الأندلس، وكونت جيشًا شعبيًّا أندلسيًّا بقيادة بيلاباديرنا لإزاحة الحكومة المركزية في مجريط بالقوة. فأرسلت الحكومة لملاقاته، ومنعه من الوصول إلى العاصمة، جيشًا بقيادة الجنرال لاستر.
والتقى الطرفان في وادي دسبينيا بروس (مرمى الكلاب)، على حدود الأندلس مع قشتالة الجديدة. وسمي هذا الوادي بهذا الاسم أيام اضطهاد المسلمين حيث كان النصارى يرمون جثثهم في هذا الوادي. فانضم عدد كبير من جنود الحكومة إلى الجيش الأندلسي، مما ساعده على إلحاق هزيمة ساحقة بجيش الحكومة. فرجع الجنرال لاستر إلى مجريط في ثلة من أتباعه، وقرر الجيش الأندلسي عدم ملاحقته.
وأدى انهزام الحكومة إلى إحلال منذيزابال محل دي تورينو في رئاسة الحكومة في سبتمبر سنة 1835 م، وكان رجلاً تقدميًّا، له حنكة سياسية كبيرة وسمعة طيبة، وكان قد قضى على الثورة الكارلية سنة 1833 م. فنجح في إقناع المجالس الثورية قبول تعيين الحكومة لها. كما قرر إلغاء أفضلية الابن الأكبر في الوراثة، ومصادرة أراضي الكنيسة وذلك لإرضاء الطبقة البورجوازية الصاعدة التي كانت عمود الثورة الفقري.
وفي 2/ 9 / 1835 م، رفضت المدن الأندلسية أن ترضخ لمطالب منديزابال، بل توحدت عبر "مجلس أعلى للثورة" مقره بلدة أندوجر (مقاطعة جيان) يمثل جميع الأندلس عبر ممثلين من جميع مقاطعاتها. وانتخب المجلس الكوندي دي دوناديو، ممثل مدينة جيان، رئيسًا له، وأرسل إنذارًا للحكومة في مجريط يعبر فيه عن رغبة الأندلسيين في حكم ديموقراطي على أساس دستور أندوجر وجعل الحكومة مسؤولة أمام الإرادة الشعبية. ثم كون المجلس جيشًا أندلسيًّا للدفاع عن الأندلس. لكن منديزابال نجح ببراعته السياسية في إقناع المدن الأندلسية الواحدة تلو الأخرى بالرجوع للحكومة. وفي 19/ 10 / 1835 م، اضطر مجلس الثورة الأعلى الأندلسي في أندوجر أن يحل نفسه.
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 272