نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 274
البلدتين، وأحرقوا سجلاتهما العقارية. فلاحقهم الجيش إلى جبال بني عوجان (مقاطعة مالقة)، وقتل منهم 25 فلاحًا، وسجن الباقين. وفي 12/ 7 / 1857 م، أعدم الجيش منهم 25 فلاحًا آخرين. وأدى هذا الحدث الدامي إلى تغير في موقف الفلاح الأندلسي الذي أخذ يتغلب على عقدة الخوف المسيطرة عليه، ويطالب بحقوقه المهضومة.
وفي أواخر سنة 1861 م، اشتعلت اضطرابات جديدة بين فلاحي الأندلس، ابتدأت في ملينة (مقاطعة مالقة) حيث جمع رفائيل بيريز دل ألامو، وهو من مواليد بلدة أركش (مقاطعة قادس) يعمل بيطريًّا في بلدة لوشة (مقاطعة غرناطة)، عددًا من الفلاحين، واحتلوا بلدة حصن آشر (مقاطعة غرناطة) حيث انضم إليهم أهلها، ثم لوشة. فانضم إليهم عدد من فلاحي الحامة وحصن آشر وأنتقيرة وما جاورها من مقاطعتي غرناطة ومالقة. فأرسل بيريز منشورًا إلى الحكومة يقول فيه: "لتعرفوا أن هدفنا هو الدفاع عن حقوق الإنسان واحترام أرضه وسكنه وأفكاره".
ونظم بيريز حكومة شعبية، مقرها لوشة، وجيشًا مكونًا من 10.000 فلاح أندلسي للدفاع عنها. فلاحقه جيش الحكومة من لوشة إلى الحامة، حيث اضطر إلى الاستسلام خوفًا على الأهالي. وفي سنة 1911 م، توفي بيريز فقيرًا منسيًّا في أركش، جاهلاً دوره الأساسي في تقوية الهوية الأندلسية لدى الفلاحين.
وفي سنة 1857 م، أسس في إشبيلية فرانسسكو مارية دي توبينو، وهو أندلسي من قادس، جريدة "الأندلس"، وهي "جريدة السياسة والتجارة والزراعة والمعادن والفنون والآداب والخطوط الحديدية والأهداف الاتحادية" كما وصفت نفسها. ثم تابعت الجريدة بقيادة خوان، أخي مؤسسها، نشاطها في نشر التوعية الأندلسية إلى سنة 1899 م. وفي سنة 1869 م، ظهرت جريدة "الفدرالية الأندلسية" في قادس، ثم جريدة "الدولة الأندلسية".
وفي 18/ 9 / 1868 م، أعلنت البحرية الثورة في قادس (الأندلس) ضد إيسابيلا الثانية، بقيادة الجنرال بريم. فانضمت إليها إشبيلية ثم المدن الأندلسية الأخرى: قرطبة ومالقة وغرناطة وولبة وأنتقيرة وطريف وقرمونة وغيرها، وكونت مجلسًا للثورة. وفي 21/ 9 / 1868 م، أرسلت الحكومة الجيش للقضاء على الثورة، فالتقى مع جيش الثوار الأندلسيين أمام القليعة، قرب قرطبة، فانهزم جيش الحكومة. وفي 30/ 9 /
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 274