نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 277
عن كل القوميات الأخرى بخاصيات مميزة؟ وإن كان كذلك فما هي هذه الخاصيات؟ الأندلسي الذي أجاب على هذه الأسئلة لأول مرة بما هو مقبول عند معظم الأندلسيين هو بلاس إنفانتي بيريز الذي يعده جميع الأندلسيين، بما فيهم المسلمون، أبا قوميتهم ومفكر انبعاثهم المعاصر.
ولد بلاس إنفانتي في بلدة قشريش (مقاطعة مالقة) في 5/ 7 / 1885 م، أمه خنيزة بيريز رومو، وهي امرأة قوية ودينة، سليلة عائلة تزعمت الحركات الثورية في بلدة قشريش منذ حركتي طاهر الحر وتريخوس ومن تبعهما ممن حاولوا الدفاع عن الأندلس، فهي ابنة اغناسيو بريز دي بركاش إي سلاس، رجل ثقافة وقانون، ومارية رومو بيرا. أما والد بلاس إنفانتي فهو لويس إنفانتي أندرادس، رجل مستقيم يعيش من أملاكه الزراعية، وهو ابن بلاس إنفانتي كلورادو وأنطونيا أندرادس لويس. وبعد سنتين، ولد شقيقه ايغناسيو الذي أصبح فيما بعد قاضيًا ببلدة قزلون (مقاطعة جيان).
درس بلاس دراسته الابتدائية في قشريش، وتربى في بيت والده على المبادىء العليا والاستقامة. وفي سنة 1896 م، دخل مدرسة "خسوس نزارينو" (اليسوع الناصري) الداخلية، التابعة للرهبان "الاسكلابيين" بمدينة أرشذونة (مقاطعة مالقة). وفي يونيو سنة 1897 م، تقدم لدخول "معهد المقاطعة للدراسة الثانوية" بقبرة (مقاطعة قرطبة) كمسجل حر. فتخرج منه سنة 1900 م، بشهادة "الباشلراتو" للدراسة الثانوية. وكان بلاس إنفانتي يعلم الفلاحين الأندلسيين الكتابة والقراءة في عطله، فتعلم الكثير عن مشاكلهم وحياتهم الاجتماعية.
وبعد تخرجه، رجع بلاس إنفانتي إلى قشريش حيث عمل مساعدًا لأبيه الذي التحق بأمانة محكمة قشريش بعد أن فشلت أعماله الزراعية.
فتكلف جده لأمه بتوجيهه لمتابعة دراسة القضاء، فالتحق بقسم الحقوق من كلية الفلسفة والآداب بجامعة غرناطة، وتخرج منه بامتياز في أكتوبر سنة 1906 م.
فتعرف بلاس إنفانتي إبان مقامه في غرناطة، على التراث الإسلامي الأندلسي، فزار المدرسة الشرعية التي بناها بنو الأحمر قرب مسجدها الأعظم الذي بنيت على أنقاضه كتدرائية المدينة. فدخل الإسلام أعماق الشاب الأندلسي الذي رأى ما رآه فراندو باسكس أوكانيا: "من ابن طفيل وابن رشد وابن زهر وابن عربي الذي قلده
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 277