نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 278
دانتي، ومن ابن شهيد، كاتب الرسالة التي قص فيها سياحة شاعر عبر الجنة، وابن حزم الذي ترك لنا طوق الحمامة، أو كتاب الحب، إلى الوزير الغرناطي ابن زمرك الذي بقيت قصائده مسجلة على جدران الحمراء". ففتحت أزقة غرناطة وأهلها وأرواح شهدائها عيني بلاس إنفانتي على عظمة الإسلام وحضارته الأندلسية، وأخذ شعوره الفطري بالهوية الأندلسية يأخذ شكل شعور الهوية الإسلامية الأندلسية.
رجع بلاس إنفانتي بعد تخرجه من جامعة غرناطة إلى قشريش حيث هيأ نفسه لمباراة العدالة. فسافر إلى غرناطة وإشبيلية وقرطبة ومجريط لتهيىء امتحاناته. فاجتمع في تلك المدن بزعماء الحركة الأندلسية، وتعرف فيها على مزيد من التراث الإسلامي الأندلسي. وأصبح يفكر في أن الهوية الأندلسية ليست هوية عرق أو دم ولكن هوية "وجود" و"معرفة" وآمن بوحدانية الله الواحد الذي هو إله أهل الجمعة والسبت والأحد.
دخلت الأندلس السنوات الأولى من القرن العشرين وهي في حركة مصيرية من اكتشاف النفس. ففي سنة 1905 م، صدر كتابان، أحدهما "مأساة الأندلس" لآثورين، والثاني "هذه الشمس الأم الطاغية" لخوزي أندرس باسكس، يصفان مآسي المجاعة والبطالة في المقاطعات الأندلسية، خاصة إشبيلية وقادس وولبة، وعدم مبالاة الحكومة المركزية بتخفيفها، ولا الأحزاب الوطنية الكبرى، اليمين منها واليسار.
وفي سنة 1907 م، زار بلاس إنفانتي إشبيلية، فوجد فيها نشاطًا فكريًّا كبيرًا: جمعيات شباب لدراسة تاريخ الأندلس، و"ألعاب وردية" تلقى فيها الخطب الحماسية الأندلسية، وجو ثقافي وسياسي حي يشارك فيه المحامون والأطباء والكتاب والفنانون.
ولم يتمكن بلاس إنفانتي من الحصول على عمل ككاتب عدل رغم تفوقه، حيث كان سنه أقل من 25 سنة، سن العمل القانوني.
وفي سنة 1909 م، تحولت "الألعاب الوردية" في "أتينيو" إشبيلية إلى احتفال قومي أندلسي، خطب فيه ماريو ماندس بخارانو خطبة حماسية مؤثرة عن الشخصية الأندلسية كان لها تأثير عميق في البلاد، فتدارسته الجرائد والجمعيات الثقافية. وكان تجاوب المفكرين مع ذلك الخطاب برهانًا على أن الأمة الأندلسية لا زالت حية. وفي شهري سبتمبر وأكتوبر سنة 1912 م، نشرت جريدة "اللبيرال" (المحرر) اليومية الإشبيلية سلسلة مقالات عن "ضرورة إنشاء كيان سياسي جهوي في الأندلس" عناوينها: "ماذا تفكر الأندلس؟ "، "من أجل مجلس أندلسي"، الخ ...
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 278