responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني    جلد : 1  صفحه : 31
وهكذا تكوّنت في الأندلس لهجة عربية خاصة تتصف بالأمالة الشديدة كبعض لهجات لبنان وتونس اليوم، لكنها انقرضت بعد ذلك بانقراض الإسلام في الأندلس في ظروف سنوضحها، كما كان أهل الأندلس يتكلمون لغة أعجمية من أصل روماني انقرضت هي كذلك اليوم. وقد سجلت هاتان اللغتان تسجيلاً موثقا في الكتب الأندلسية: في الأمثال والأزجال والموشحات. ومما يدل على أن الشعب الأندلسي كان مزدوج اللغة هو تكون الأزجال الشعبية باللغتين في آن واحد. ومثال ذلك هذا المقطع من القرن الثاني عشر للزجال القرطبي ابن قزمان، وهو باللهجة العربية والأعجمية الأندلسية في آن واحد:
أين ذيك الأيام وذيك الليالي؟
كأنن باش لفاج أباد مالي
إنما القاضي رجل من رجالي
عالي الهمّة يضرّ وينفع
الأسطر الأول والثالث والرابع بالدارجة الأندلسية والثاني بالأعجمية الأندلسية ومعناه:"أين تلك الأيام وتلك الليالي؟ التي لا ترى وجهها وإنما ترى شرها، إنما القاضي رجل من رجالي عالي الهمة يضر وينفع". وهكذا تكوّن شعب جديد مسلم العقيدة عربي اللغة له خصاصيته متأصل في بلده. ولم يكن بذلك الفتح الإسلامي غزوًا لأمة أخرجت أمة أخرى أو إجبار أمة على دين ولغة لم ترتضيهما. وإنما الشعب الأندلسي هو نفسه اختار الإسلام دينًا واللغة العربية لغة حضارة ورحب بالفاتحين المسلمين الأوائل ترحيب المقهور للمنقذ. وأصبحت الأندلس أول الفتح الإسلامي مقاطعة تابعة لولاية المغرب في الدولة الإسلامية وعاصمتها القيروان. ثم أصبحت ولاية قائمة بنفسها وعاصمتها إشبيلية. ثم انفصلت الأندلس عن الدولة العباسية في المشرق سنة 756 م تحت زعامة عبد الرحمن الداخل الأموي الذي أسس دولة أموية في الغرب بعد ست سنوات من سقوط الدولة الأموية في دمشق، واتخذ عاصمة لها مدينة قرطبة على الوادي الكبير. وأصبح المسلمون أكثرية ساحقة في البلاد تحت الحكم الأموي حين وصلت الأندلس أوج حضارتها وقوتها، لا تضاهيها دولة في العالم الأوروبي حينذاك. وأصبح النصارى أقلية صغيرة أضاعت لغتها وتعربت أسماؤها. وهؤلاء الذين يسمون"المستعربون"وقد

نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست