نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 312
على قدم الترس: "الأندلس لنفسها ولإسبانيا وللبشرية". وباللغة اللاتينية على رأس الترس (فوق ساريتين) "هرقل المؤسس الحاكم" التي تلخص ترس قادس".
نرى تركيز هذا الترس على تاريخ ما قبل إسلام الأندلس، وعلى مدينة قادس بالذات التي كانت مركز الانطلاقة للقومية الأندلسية في أوائل القرن التاسع عشر بعد الغزو النبليوني الفرنسي. ولقد وافق الأندلسيون المعاصرون على تبني هذا الترس بعد أن أجروا عليه تغييرات خفيفة في صورة هرقل.
أما العلم الأندلسي المعاصر فيعود إلى جذور إسلامية محضة، وهو مكون من ثلاثة هوامش أفقية متساوية، خضراء في الأعلى والأسفل وبيضاء في الوسط. وقد وافق عليه كذلك مجلس رندة سنة 1918 م.
ويرمز اللون الأخضر في العلم الأندلسي إلى الدولة الأموية في الأندلس التي كان علمها أخضر، بينما يرمز اللون الأبيض إلى الدولة الموحدية ذات العلم الأبيض. وبما أن الأمويين استعملوا العلم الأخضر منصوبًا على أعلى مئذنة الجامع الأعظم بقرطبة للدعوة إلى الصلاة، وأن الموحدين أدخلوا العلم الأبيض لتوحيد الأندلس بعد شتاتها إلى طوائف، اختار بلاس إنفانتي اللونين رمزًا للأندلس الجديدة: الأخضر رمزًا لدعوة الحوار والشورى، والأبيض رمزًا للائتلاف والوحدة والسلام. وبعبارة بلاس إنفانتي في خطاب ألقاه في قادس سنة 1936 م قبل استشهاده بقليل: "إن العلم الأندلسي الذي رفعناه هنا هذا المساء، رغم أنه رمز الأمل والسلام، لن يأتي لنا لا بالأمل ولا بالحرية اللتين نتطلع إليهما إلا إذا رفعناه عاليًا في قلوبنا".
ويعود تاريخ العلم الأخضر والأبيض على شكله الحالي الذي استعاده بلاس إنفانتي ووافق عليه الشعب الأندلسي، وأصبح اليوم علم منطقة الأندلس ذات الحكم الذاتي إلى السلطان أبي يوسف يعقوب المنصور الموحدي الذي رفع مثل هذا العلم على مئذنة مسجد إشبيلية الأعظم في 18/ 7/ 1195 م بعد انتصاره على الجيوش النصرانية في معركة الأرك معلنًا بذلك انتصار الشعب الأندلسي (الأخضر) المسلم الموحد (الأبيض).
وبقي هذا العلم في مخيلة الأندلسيين، فرفعوه عاليًا في مقاومتهم المريرة لغزو غرناطة من طرف نصارى قشتالة حتى سقوطها سنة 1492 م. فكان هذا العلم، الأخضر والأبيض، علم السلطان أبي عبد الله عندما قبض عليه القشتاليون على أبواب
نام کتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس نویسنده : علي المنتصر الكتاني جلد : 1 صفحه : 312