responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 46
وبعض عامة الناس في تلك الفترة، وكان الذين يشتغلون في الحانات ـ رجالاً ونساءً ـ من غير المسلمين بل المشرفون عليها كانوا من اليهود والنصارى، وكانوا حريصين جداً على نشر هذه الآفات في المجتمع الإسلامي، ونشر الشعر الذي يدعو إلى الخلاعة وتلحينه وغنائه، ونشر الشراب ودفع الشباب إلى التفتيش عن المرأة وجمالها ووصلها، ذلك لأنهم يعلمون أن هذه هي أقصر الطرق إلى تسهيل القضاء على المسلمين وذلك بتحطيم المجتمع الإسلامي من الداخل وذلك بدفع الشباب المسلم إلى إشباع البطن والفرج وحصر تفكيره ونشاطه في ذلك، وكانت الحانات مملوءة بالجواري الفاتنات، وغالباً ما كن أجنبيات من أجناس مختلفة، والشباب والشعراء يأتون إليهن، وكن يعرضن أنفسهن على الشباب والشعراء، بلا تحفظ، وبلا حشمة أو كرامة، وكن يتفنن في الحيل التي يجذبن بها الشباب، ويستكثرن من العشاق بطرق غير مستقيمة، فكن سبباً في كثير من الفجور والمجون وكل شيء حولهن يدفعهن إلى هذا السلوك الآثم ([1]
وفي سبيل القضاء على الدعوة الإسلامية وتحطيم الإسلام في نفوس المسلمين حول بعض النصارى أديرتهم إلى دور للعبث واللهو الماجن، وساعدهم على ذلك ما كانت تحويه تلك الأديرة من خمور معتقة تقدمها لروادها، وكانت هذه الأديرة متناثرة في ضواحي بغداد وسامراء وفي طول البلاد الإسلامية وفي عرضها، فأكثر الشعراء والشباب من الاختلاف إليها طلباً للخمر والمجون، وأكثروا من التغني بها ووصف متاعهم بخمورها ونشوتها وسقاتها من الرهبان والراهبات، حتى لقد أُلفت الكتب في ذلك مثل كتاب "الديارات" "للشباشتي" وهو يكتظ بأشعار ابن المعتز وغيره، وكل لكل دير عيد تقريباً يخرج فيه الناس للهو والمجون، وكان هذه الأديرة تستغل أعياد النصارى لدعوة شباب المسلمين وتسهيل وصولهم إلى الموبقات، ومن تلك الأعياد "عيد الميلاد" الذي كان يكثرون فيه إيقاد الشموع والنيران وكنها عيد "الشعانين" أو عيد "الزيتونة"، وكان يقام في "أكتوبر" عيد للقديسة "أشموني" في "قُطرَبُّلْ" وهي قرية في شمال بغداد كانت أشبه بحانة للخمارين، وكان الناس يذهبون من بغداد وسامراء إلى هذا العيد عن طريق الدواب براً، والسفن في دجلة بحراً متنافسين فيما يظهرونه هناك من زيهم، وزينتهم، ومباهين بما يعدونه لقصفهم، وكان يضربون في شط القرية وديرها وحاناتها وأكنافها الخيم والفساطيط، وتعزف عليهم القيال، وهم يحتسون كؤوس الخمر، وبالمثل كانوا يسمعون في عيد "الزندورد"

[1] العالم الإسلامي والغزو المغولي صـ69 ..
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست