responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 47
بالجانب الشرقي لبغداد [1]. بالإضافة إلى أعياد النصرانية التي كانت تقام فيها الحفلات الماجنة الداعرة أحيا الفرس أعيادهم القديمة، وأخذوا يحتفلون بها ويقدمون من الخمور والمأكولات ما لا يتصوره عقل ([2]
ومنها "عيد النيروز" في أول الربيع وهو للسنة الفارسية "وعيد المهرجان" في أول الشتاء، ولا شك في أن كل ما ذكرناه أعد لانتشار المجون والخلاعة في "بغداد" "وسامراء"، بل وفي كثير من البلاد الإسلامية، إذ كانت الخمر منتشر إنتشاراً كبيراً ومعها القيان المبتذلات وعمَّ تبعاً لذلك الشعر الصريح بل المفرط في الإباحية وفي التعبير عن الغرائز الجسدية التي تدفع الشباب إلى الجري إلى إشباع غرائزهم تاركاً واجبه نحو الدعوة الإسلامية، والثغرة التي هو عليها ليؤتي الإسلام من ناحيته، فإنا لله وإنا إليه راجعون [3].
ب ـ الجواري والنساء: عن أبي سعيد الخضري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ([4]) ". لقد انتشر الرقيق في المجتمع، فقد كان موجوداً في كل مكان، في القصور والأكواخ والمصانع والمزارع، وكان منهم الزنجي الأفريقي والحبشي والتركي والصقلي ومنهم الصيني، والخرساني والأرمني، والبربري، فكان المجتمع الإسلامي في تلك الفترة يجمع كل الأجناس وقلد المسلمون الشعوب الأخرى فشاركوهم في تجارة الرقيق وخرجوا بها عن حدودها الشرعية، فبنوا لها في كل مدينة كبيرة سوقاً خاصة يقوم على مراقبتها موظف يسمى "قيم الرقيق" [5]. وقد انتشر الخصيان في المجتمع الإسلامي انتشاراً سريعاً مع أن الإسلام حرم الخصاء تحريماً قاطعاً، فكان العبيد يخصون خارج حدود الدولة الإسلامية ثم يجلبون ويباعون في أسواق الرقيق في بغداد، وغيرها من المدن الإسلامية، وكان عدد الجواري والإماء في البيوت والقصور أكثر من الخصيان والرجال الأرقاء، وكان كثير من الرجال يفضلونهن على الحرائر اللواتي كانوا يتزوجون بهن وهم لا يعرفونهن، بخلاف الجواري اللائى كن معروضات لهم في الأسواق وبيوت النخاسين، فكانوا يختارونهن على

[1] العالم الإسلامي والغزو المغولي صـ 69.
[2] تاريخ الأدب العربي في العصر العباسي الثاني د. شوقي صـ95 ..
[3] العالم الإسلامي والغزو المغولي صـ70.
[4] مختصر صحيح مسلم للحافظ المنزري (2 ـ 310).
[5] تاريخ الأدب العربي في العصر العباسي الثاني صـ71.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست