responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 48
حسب وقوعهن في نفوسهم ومن أجل ذلك كان يندر تزوجهم بأكثر من واحدة من الحرائر، فقد كفاهم اتخاذ الإماء هذا التعدد، فأقبلوا عليه إقبالاً كبيراً متخذين من الخلفاء والأمراء وقدوة لهم، بل كانت أمهات عدد من الخلفاء أمهات أولاد [1]، خاصة التركيات، والروميات، وكن يتدخلن في شئون الحكم ([2]
وكان الناس يغدون ويروحون إلى سوق الرقيق، ودور النخاسين يتفرجون على الوافدات الجديدات من الجواري الحسان وكثيراً ما كانوا يحملون معهم الهدايا للجواري، وللنخاسين، وكان هذا يكلفهم كثيراً من الأموال وكانت الجواري يظهرن حبهن الشديد لهؤلاء الزوار وكلفهن بهم، وحزنهن لفراقهم أو لتأخرهم في الزيارة، وربما زودت الواحدة منهن من تظهر له الحب بخصلة من شعرها أو قطعة من ثيابها [3]، وكان النخاسون في سبيل الحصول على المال والهدايا ـ يتغافلون عن سفاهة بعض الزوار الذين كانت تمت أيديهم للعبث بأجسادهن خاصة إذا كُن راضيات عن ذلك [4].
ج ـ انتشار الغناء والطرب: وكان للجواري في ذلك الجو المشبع بالموسيقى والغناء أثر كبير في شيوع الخلاعة والانحلال الخلقي بين الشباب، وكثير من الشيوخ، ومُجَّات الشعراء، إذ أصبحت قلوبهم مشغولة باللهو والطرب، والسعي وراء إشباع الغرائز، كما انتشر في العصر العباسي الثاني حب الغلمان والغزل بهم، واتخاذهم بدل الخليلات، وقد انتشرت هذه الموبقات بين قادة الجيش والسلاطين وقد قال أحدهم عن غلامه: ضياع هذا الغلام مني أشد عليَّ من أخذ بغداد من يدي، بل أرض العراق كلها [5]، وكان أحدهم يقبل"المردان" من غير ريبه او خجل [6]، وكانت تقام الحفلات والسهرات، للغناء والطرب وكان إذا طرب الملك أو السلطان أعطى عطاء لا يتصور [7]، وكان للزانيات والفساق بيوت تكاد تكون معروفة للجميع، وتنتشر في بغداد وغيرها من البلاد الإسلامية الكبيرة وكان يردها عدد كبير من الناس يقتلون فيها ثروتهم وأعمارهم غير مبالين بدين ولا هيابين من سلطة ولم لا؟ والناس على دين ملوكهم [8]. ولم يقتصر الفساد على الجواري والغلمان بل تعداه في أوقات كثيرة إلى

[1] العالم الإسلامي والغزو المغولي صـ73.
[2] المصدر نفسه صـ73 ..
[3] المصدر نفسه صـ74.
[4] المصدر نفسه صـ74.
[5] البداية والنهاية (11/ 291) العالم الإسلامي والغزو المغولي صـ75.
[6] البداية والنهاية (11/ 291) العالم الإسلامي والغزو المغولي صـ75.
[7] المصدر نفسه صـ75.
[8] العالم الإسلامي والغزو المغولي صـ75 نقلا عن البداية والنهاية.
نام کتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست