وكان أول ضحاياهم الملكية هو الداي مصطفى باشا، والد سيدي إبراهيم الذي كان موجودا بباريس قبل مدة قصيرة. لقد جعل الثائرون على رأسهم المسمى أحمد خوجه الذي دبر المؤارة والذي كان دفتر دار معزولا. إنه هو الذي كان سببا في موت ذلك الداي عندما أمر بالهتاف في كل مكان لم نعد نبغي حكومة مصطفى باشا! واستجابة لتلك الهتافات تجمعت الميليشيا، فحطمت عظمة الداي مصطفى وقتلته دون أن يكون قد ارتكب أدنى خطأ [1].
أما السكان، فإنهم لا يشتغلون أبدا في مثل هذه القضايا، ويخضعون لمن يختاره الديوان ملكا عليهم.
إن الجريمة السياسية تؤدي دائما إلى جرائم أخرى تتبعها: لقد عامل هؤلاء المتهيجون بعنف ووحشية معظم أعضاء حاشية الداي وأهم أنصاره واستولى أحمد خوجه على الحكم [2].
لقد ارتكب هذا الرجل، أثناء ولايته، عددا من الجرائم. ولمكافأة الميليشيا رفع أجور أفرادها. ولكنه عزل وقتل البايات للاستيلاء على أملاكهم وثرواتهم. وكانت الشخصيات المحيطة به والمكونة لحكومته تنقصها المهارة ولا تملك الوسائل، إذ لم تكن تعرف حتى تقاليد العرب ولم تكن لها أية علاقة بمختلف الشيوخ. وفي تلك الفترة، لم يكن على الذي يريد أن يصبح بايا إلا [1] لقد ارتكب مصطفى أخطاء كثيرة، أهمها والذي قتل من أجله هو إعطاءه لليهودي بو جناح سلطة مطلقة، يتصرف في الإيالة كيفما يشاء، حتى أن المؤرخين الغربيين كانوا يسمونه ملك الجزائر. [2] هو أحمد بن علي الذي جابه تمرد ابن الأحرش في بايلك الشرق، وأخمد تمردات أخرى في تلمسان وتامرت. وقد مات في إحدى المعارك سنة 1806 بعد أن حكم عاما واحدا.