أن يتجه لأقارب أحمد باشا ويمدهم بالأموال. لقد كانت تلك المناصب تباع وتشترى، وهو أمر كان يلائم رجال الحكم الذين كان ظلمهم يتجاوز القانون. ودام هذا الوضع إلى أن كانت الحادثة التي تعرضت لها مدينة قسنطينة التي كان باي تونس يريد استرجاعها. سأوري، فيما بعد وفي فصل آخر، تفاصيل تلك الأحداث وكذلك تفاصيل الحملة التي قام بها أحمد باشا ضد تونس.
وبعد ثلاث سنوات من الحكم تعرض أحمد باشا بدوره إلى مؤامرة تهدف إلى قلبه. وكان على رأس الميليشيا مجهول يدعى علي خوجه الذي استطاع أن يدفع الميليشيا لاستبدال أحمد بعد أن فضح التجاوزات التي قام بها وكذلك الأعمال الوحشية والإعدامات التي سلطها على معظم أعيان الأتراك. لقد قتل أحمد مصطفى باشا فكان له نفس المصير. وبعده تولى الحكم علي باشا، ولم يكن هذا الملك إلا آلة في خدمة الأتراك، يستعملونها لتنفيد مشاريعهم، لأنه كان عاجزا عن الحكم وعن فرض طاعته. وبعد ذلك بفترة وجيزة [3] قتل خنقا واستبدل بالحاج علي باشا [4]. ولقد برهن هذا الأخير على نوع من الكفاءة ولكنه كان سفاحا، فقتل كثيرا من العرب وبعض أعيان البلاد دون أن يرتكبوا أية جريمة. [3] لقد حكم الجزائر ثلاثة دايات في الفترة ما بين 1806 و1815. وكل واحد منهم كان يسمى عليا، ولذلك اختلط الأمر على حمدان. والصحيح أن قاتل أحمد باشا بقي في الحكم إلى غاية سنة 1808. وقد قتله علي خوجه غول والذي خلفه الذي ظل يحكم البلاد إلى أن قتل خنقا سنة 1809. [4] هو الذي خلف علي غول سنة 1809، وظل في الحكم إلى سنة 1815. وقد قتل في حرب وقعت ضد تونس.