المبلغ على ورثة الشخص المقتول. وإذا لم يكن له ورثة نقل إلى صندوق بيت المال.
وبفضل استتباب الأمن هذا اكتسب البايات عظمة هائلة وغزوا تونس مرات عديدة، مع أن تونس أقدم من الجزائر ومن الصعب الاستيلاء عليها. وتونس لا يمكن أن تؤخذ إلا بالتفاهم مع قادتها أنفسهم، ويكون ذلك عندما يوعدون بتخلصهم من الظلم المسلط عليهم، وباستبدال ملكهم بملك آخر من اختيارهم. بهذه الطريقة، استنطاع الجزائريون أن يفتحوا تونس. وقد كانوا دائما يفون بما يقدمونه للتونسيين من وعود. ولقد قدم الفرنسيون أيضا وعودا عندما فتحوا الجزائر لكنهم لم يعملوا أبدا على إنجاز الالتزامات التي تعهدوا بها والتي كانت موضوع بياناتهم تلك البيانات التي وزعت في كامل أنحاء الإيالة , ولقد رأيت عددا منها عند القبائل عندما قمت برحلتي إلى قسنطينة؛ ولقد شهدت بهذا الصدد، أكثر من مناقشة. إن هؤلاء السكان يقولون بأن الفرنسيين قد انتهكوا حقوق الشرف عندما أخلوا بالتزاماتهم، وان المسيحيين كلهم لا يختلفون عنهم، ولا يمكن الاعتماد على وعودهم.
وآخر غزوة شنها الجزائريون على تونس وقعت سنة 1754 [1]. كانوا يريدون أن ينصبوا على رأس الايالة أحد أبناء أخوة بايها [2]، كان في مدينة الجزائر ويدعى علي باي. ولقد حوصرت مدينة تونس ثم وقع الهجوم عليها [1] وقع ذلك عندما كان حسين كلباني بايا على قسنطينة. ويقول الحاج أحمد المبارك: (إن هذا الباي كان بطلا شجاعا. بنى الجامع الأعظم بسوق الغزل بحومة رؤوس الدوامس في قسنطينة). [2] باي تونس في ذلك الحين هو حسين بن علي عم علي باي.