الفصل الأول
الحرب وأسبابها
إن الأصل أو الأسباب الأولى لهذه الحرب المشؤومة التي سببت بؤس جميع الجزائريين سيجعل الأجيال المقبلة تدين الفرنسيين لأنهم سمحوا بوقوع جميع الأهوال التي أصبحت الجزائر مسرحا لها، لكي لا نقول: التي سلطوها عليها. لقد كنا نعتقد أن الأفكار التعصبية الضيقة قد نسبت في القرن التاسع عشر، وإن عصر تحرر الشعوب قد حان، وإنه أصبح من المحتوم اعتبار جميع سكان المعمورة كأسرة واحدة.
نقول إذن، إن أحد الأسباب الأولى لهذه الحرب هو المطالبة التي تقدم بها بكري [1] للحكومة الفرنسية فيما يخص ديون يرجع تاريخها إلى الثورة، [1] هو لقب لأسرة يهودية قدم رئيسها الأول - ابن زقوط - من ليفورته إلى مدينة الجزائر سنة 1770. وكان لزقوط هذا أربعة أبناء أسسوا في مستهل العقد الثامن من نفس القرن شركة تجارية لم تلبث أن اتسع نشاطها وصارت تتعامل مع الخارج. وأهم ما قامت به تزويد فرنسا بالحبوب والاندماج في مؤسسة أخرى يهودية كان يقودها حفيد ابن زقوط السيد نفتالي بو جناح. أما الأخوة بكري فهم: يوسف ومردوشي ويعقوب وسليمان.