نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 314
يتحسس أحوال الرعية ليلاً متنكراً [1].
الحادي عشر: السلطان مصطفى الثالث (1171 - 1187هـ/1757 - 1773)
تولى الحكم وعمره اثنتان وأربعون سنة، وكان على دراية واسعة بإدارة الدولة فعين الوزير قوجه راغب صدراً أعظم لسعة أطلاعه وخبرته بشؤون البلاد. وقد استطاع محمد راغب باشا من إخماد ثورة عرب الشام الذي اعتدوا على قوافل الحجاج [2].
كان السلطان مصطفى يرى أن الخطر الداهم على الدولة العثمانية يتمثل في ظهور القوة الروسية الجديدة ويبدوا أنه اطلع على المخطط الأسود الروسي لتفتيت الدولة العثمانية الذي وضعه بطرس الأكبر في وصيته [3] ولذلك أعد السلطان مصطفى الثالث لحرب روسيا، فبدأ يعد التنظيمات المزمع تنفيذها بالجيش العثماني حتى يصبح قادراً على مواجهة الجيوش الأوروبية، لذا فقد تمكن الصدر الأعظم من عقد اتفاق مع حكومة بروسيا لمساعدة الدولة العثمانية عند الحاجة ضد النمسا وروسيا. وعملت على توسيع نطاق التجارة البحرية والبرية. وعمل على وضع مشروع فتح خليج لإيصال نهر دجلة بالآستانة وأن تستعمل الأنهار الطبيعية مجرى له ليسهل نقل الغلال من الولايات الى دار الخلافة، ويساعد على نشر التجارة، إلا أن المنية عاجلته قبل البدء في مشروعه عام 1176هـ/1762م. وخلفه في الصدارة حامد حمزة باشا ثم خلفه مصطفى باهر باشا 1177هـ/1763م ثم بعد سنة تولى الصدارة محسن زاده محمد باشا 1178هـ/1764م [4].
خاضت الدولة العثمانية حرباً مع روسيا بسبب اعتداءات القوزاق على مناطق الحدود، نجح ملك القرم في غارته وهدم عدداً من الضياع وذلك عام 1182هـ/1768 كما سار الصدر الأعظم بفك الحصار عن بعض المواقع التي يحاصرها الروس، ولكنه فشل فكان جزاؤه القتل، وهزم الصدر الذي أتى بعده، واحتل الروس إقليمي الأفلاق والبغدان، وأخذ الروس يثيرون النصارى من الروم الأرثوذكس للقيام بثورات ضد الدولة، فأثاروا نصارى شبه جزيرة المورة فقاموا بثورة، غير أن الثورة قد أخمدت [5]. [1] انظر: الدولة العثمانية، د. جمال عبد الهادي، ص79. [2] انظر: الدولة العثمانية، د. اسماعيل ياغي، ص122. [3] انظر: تاريخ الدولة العلية العثمانية، ص330،331،332. [4] انظر: تاريخ الدولة العثمانية، اسماعيل سرهنك، ص216. [5] انظر: الدولة العثمانية في التاريخ الاسلامي، ص122.
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 314