نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 477
والوحشية ضد المسلمين ليست سوى معارك بطولية، كما كانت منبراً لكل دعوات التشبه بالغرب الصليبي والمناداة بالحرية الفاجرة للمرأة التركية، والترويج لفنون الانحلال الخلقي معتبرة أن شرب الخمر والمقامرة والزنا ليست إلا مظاهر للتمدن والتحضر [1].
إن الحقيقة المرة أن مصطفى كمال أصبح نموذجاً صارخاً للحكام في العالم الاسلامي وكان لأسلوبه الاستبدادي الفذ أثره في سياسات من جاء بعده منهم، كما أنه أعطى الاستعمار الغربي مبرراً كافياً للقضاء على الاسلام فإن فرنسا مثلاً بررت حرصها على تنصير بلاد شمال الأفريقي وأخراجها من دينها وعقيدتها واسلامها بأنه لايجب عليها أن تحافظ على الاسلام أكثر من الأتراك المسلمين أنفسهم [2].
لقد أصبح مصطفى كمال زعيماً روحياً لكثير من الحكام الذين باعوا آخرتهم بدنياهم الزائلة.
قاد المسلمون ثورات مسلحة ضد الحكم العلماني التركي المعادي للاسلام وظهرت أهم الثورات في المنطقة الجنوبية الشرقية عام 1344هـ، ثم في منيمين عام 1349هـ وقد قمعها الكماليون بشدة منقطعة النظير وذهب ضحيتها عدد كبير من العلماء، وأهملت المنطقة اقتصادياً وعلمياً.
وقامت حركة النور بزعامة الشيخ بديع الزمان سعيد النورس وتلاميذه من بعده، وقد كتب العديد من الرسائل الاسلامية تحت عنوان (رسائل النور) في سبيل التوعية الاسلامية ومقاومة مبادئ الكماليين والعلمانية، ولم تعمد حركته الى حمل السلاح واقتصر جهادها على اللسان. وقد حاول أتاتورك استمالته ونافشه واستنكر دعوته الناس الى الصلاة مدعياً أنها تثير الفرقة بين أعضاء المجلس فاجابه:
(إن أعظم حقيقة تتجلى بعد الاسلام إنما هي في الصلاة، وان الذي لايصلي خائن وحكم الخائن مردود) [3].
فسجنه ثم نفاه بعد أن اتهمه بمؤامرة لقلب نظام الحكم، ولكن دعوته استمرت في الانتشار سراً بين صفوف الجامعين ومعسكرات الجيش ودوائر الدولة، ومثل للمحاكمة مرة أخرى بتهمة أتاتورك بالدجال، فوقف أمام المحكمة وقال: [1] انظر: حاضر العالم الاسلامي (1/ 117). [2] انظر: العلمانية، د. سفر الحوالي، ص573. [3] انظر: حاضر العالم الاسلامي (1/ 117).
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 477