نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 489
وحينما سافر أربكان إلى السعودية عام 1974م - وكان وقتئذ نائباً لرئيس الوزراء -بدأ زيارته للكعبة، وفي الرسالة التي كتبها للملك فيصل -رحمه الله-، ذكر مايلي: " إن معرفة الشعب والحجاج للمشاريع التي ستقام في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية بالقروض التي ستمنحونها لتركيا تعد من الأمور الهامة، إن دعمكم لموقفي في تركيا سيفتح لتركيا مرحلة جديدة في العالم الإسلامي، ومساعدتكم لنا في هذا المجال سوف تدعم هذه المرحلة " [1].
واستطاع أربكان أن يمرر قانوناً في البرلمان يسمح بموجبه للأتراك السفر براً إلى الحج، وكان ذلك ممنوعاً [2].
لقد كانت خطوات حزب السلامة الوطني جريئة في المجتمع التركي ولذلك لم يتحمل الجيش التركي خادم العلمانية في تركيا هذه الأعمال الحميدة ولذلك تدخل الجيش بانقلابه الذي قضى على التعددية والحرية السياسية في 12 أيلول 1980م. وقد سبق هذا الانقلاب مظاهرات كبيرة في مدينة قونيا يوم 6 أيلول، ونادى المتظاهرون بتأسيس دولة إسلامية، وقام أنصار حزب السلامة بالاستهزاء بكل مايؤمن به أتاتورك والمؤسسة العسكرية. وقد هتف هؤلاء الذين جاءوا من جميع أنحاء البلاد بالشعارات الدينية، وطالبوا باستخدام الشريعة الإسلامية في التعامل السياسي الداخلي، ومنعوا عزف النشيد الوطني [3].
واحتج المتظاهرون على ضم القدس، ونادوا بقطع العلاقات مع إسرائيل، ودعوة إسرائيل المناداة بالقدس الحرة، كما دعى إربكان في هذه التظاهرة إلى بدء الصراع لإنهاء العقلية الغربية الزائفة والتي تحكم تركيا. وقد كتب المتظاهرون الشعارات باللغة العربية، وقام هؤلاء بحرق العلم الصهيوني والأمريكي والسوفيتي ونادى المتظاهرون بشعار " الموت لليهود " ولاسيما أن مدينة قونيا تضم أعداداً من طائفة اليهود والتي يبلغ عددها 20.000 يهودي ونادى المتظاهرون أيضاً: " جاء دور القانون الديني وانتهت الهمجية، الشريعة أو الموت، إن الدولة الملحدة يجب أن تدمر، وإن القرآن هو دستورنا، نريد دولة إسلامية بدون الحدود والطبقات " [4].
كانت شعبية حزب السلامة الوطني ترتقي، لأنه التزم القضايا الإسلامية علنا خصوصاً في [1] انظر: الحركات الاسلامية الحديثة في تركيا، د. محمد مصطفى، ص207. [2] انظر: الحركات الاسلامية الحديثة في تركيا، د. النعيمي، ص147. [3] انظر: الحركات الاسلامية الحديثة في تركيا، د. النعيمي، ص151. [4] المصدر السابق نفسه، ص151.
نام کتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 489