responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 50
المرتدين باليمن [1]، وإعادة أهل حضرموت وكندة إلى حظيرة الإسلام [2]، وفي حروب المسلمين ضد مسيلمة الكذاب كان قائد الجيش خالد بن الوليد الذي جعل على قيادة المهاجرين في جيشه أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ومعه زيد بن الخطاب [3] فقاتل أبو حذيفة قتالاً مجيداً، ولما انكشف المسلمون في أول القتال كان أبو حذيفة يهتف فيهم: يا أهل القرآن، زينوا القرآن بالفعال، وقاتل حتى قتل رضي الله عنه [4]، وحمل راية المهاجرين يومذاك مولاه سالم وقاتل بها حتى قتل أيضاً [5]، وشهد حروب اليمامة ضد مسيلمة معاوية رضي الله عنه [6]، كما استشهد من حلفاء بني أمية عكاشة بن محصن الأسدي في قتال طليحة الأسدي [7]، وساهم العلاء الحضرمي حليفهم أيضاً في أخماد الردة في البحرين، ففعل وظفر بهم بعد بلاء حسن وآيات عجيبة ([8]
وكان من الطبيعي بعد انتهلء حروب الردة وعودة المرتدين إلى حظيرة الدين وانصياعهم للحكومة الراشدة، أن تطمح الأبصار إلى تخليص الشعوب المستعبدة من حكوماتها الظالمة ودعوتها إلى الإسلام، وبدأ ما عرف في التاريخ بحركة الفتوح الكبرى على جبهتي فارس والروم .. وقد كان لبني أمية دور بارز في هذه الحروب مما يؤكد عمق التزامهم الإسلامي وحيوية دورهم التاريخي في هذه الفترة، غير أننا نشير في البداية إلى وضوح سمتين ظاهرتين صاحبتا حركة الفتوح ([9]):
الأولى: هي تعاظم دور مسلمة الفتح وطلقاء مكة في الفتوح ـ ومنهم بعض بني أمية ـ وقد كان ذلك متوقعاً لسببين، الأول هو ما قرره أبو بكر من ضرورة عدم الاستعانة بمن ارتد عن الإسلام ثم عاد إليه في الفتح [10]. وقد كان هذا يعود إلى حرص أبي بكر الصديق رضي الله عنه على نقاء هذه الفتوحات من آثار رقة الدين أو شهوات هذه النفوس التي لم تخلص بعد للإسلام، أو لم تبرهن على إخلاصها له.
والثاني: يعود إلى حرص هؤلاء السادة والأشراف على تعويض ما فاتهم من خدمة قضية الإسلام وأن يلحقوا بإخوانهم الذين سبقوهم إلى الإسلام فسادوا بذلك وعلت أقدارهم [11].
والسمة الظاهرة الثانية: هي تركز نشاط الأمويين في الفتوح على جبهة الشام يشاركهم في

[1] المصدر نفسه (3/ 322، 329، 330).
[2] المصدر نفسه (3/ 330 ـ 342). .
[3] المصدر نفسه (3/ 381).
[4] المصدر نفسه (3/ 291).
[5] المصدر نفسه (3/ 291 ـ 292) الدولة الأموية المفترى عليها صـ 148.
[6] البداية والنهاية (11/ 396).
[7] ديوان الردة للعتوم صـ 86.
[8] تاريخ الطبري (3/ 301 ـ 313) سيرة أبي بكر الصديق الصَّلابي صـ 225 ..
[9] الدولة الأموية المفترى عليها صـ 148.
[10] تاريخ الطبري (3/ 319/347).
[11] الدولة الأموية حمدي شاهين صـ 149.
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست