نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 51
ذلك كثير من الفاتحين من أهل مكة عموماً، ويبدو أن ذلك كان أمراً مقصوداً من الخليفة الصديق الذي أدرك وجود صلات عميقة الجذور بين بني أمية والمكيين والقبائل العربية المقيمة ببلاد الشام تحت الحكم البيزنطي، تلك الصلات التي تعمقت من خلال النشاط التجاري المتواصل بين مكة والشام في الجاهلية والذي كان بنو أمية أبرز قواده ورواده [1]، وأما عن مشاركة الأمويين في حروب الفتح، فقد جاءت مبكرة، حيث شارك الوليد بن عقبة بن أبي معيط مع خالد بن الوليد في فتوح العراق الأولى، وشهد معه قتل هرمز، وأرسله خالد إلى أبي بكر بالغنائم وبشارة الفتح وأخباره عن جمع جديد من الفرس [2]، ثم وجهه الخليفة مدداً إلى عياض بن غنم الذي كان قد أمره بفتح العراق من جهة الشمال، وكان يحاصر دومة الجدل فيجد العنت والمشقة في فتحها، فأشار عليه الوليد باستمداد خالد بن الوليد، فاستمده، فأنجده، وفتحوا معاً دومة الجندل [3]، ثم ولاه أبو بكر على النصف من صدقات قضاعة مما يلي دومة الجندل [4]، ولكن الخليفة ما لبث أن كتب إليه يعرض عليه الجهاد في سبيل الله، ويخبره بينه وبين أن يظل على عمله الذي ولاه إياه فأجابه بإيثار الجهاد، فوجه به إلى الشام [5]، وكان أول لواء عقده أبو بكر في حروب الشام لخالد بن سعيد بن العاص الأموي ثم عزله وولى بدله يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي أيضاً [6]، وأما جيش يزيد بن أبي سفيان، فكان أول جيش كبير يوجهه أبو بكر إلى الشام ويودعه ماشياً ([7])،
ثم أتبعه بثلاثة جيوش أخرى يقودها عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة وأبو عبيدة بن الجراح [8]، يقول الذهبي عن يزيد بن أبي سفيان: وهو أحد الأمراء الأربعة الذين ندبهم أبو بكر لغزو الروم، عقد له أبو بكر، ومشى تحت ركابه يسايره ويودعه ويوصيه، وما ذلك إلا لشرفه، وكمال دينه [9]. ثم اتبع الصديق بأناس آخرين يرغبون في الجهاد والحقهم بجيش يزيد وجعل عليهم أميراً معاوية بن أبي سفيان [10] .. وخرج أبو سفيان بن حرب ـ وهو يومئذ شيخ كبير [11]، كما اشترك في [1] المصدر نفسه صـ 149. [2] البداية والنهاية (6/ 354). [3] تاريخ الطبري (3/ 390) الدولة الأموية حمدي صـ 149. [4] المصدر نفسه (3/ 390). [5] المصدر نفسه (3/ 389 ـ 390) , [6] المصدر نفسه (3/ 387). [7] فتوح الشام للواقدي (1/ 3 ـ 4) .. [8] تاريخ الطبري (3/ 394). [9] سير أعلام النبلاء (1/ 328). [10] تاريخ الطبري (3/ 391). [11] لما توفي كان عمره ثمان وثمانون سنة ولما حضر اليرموك كان عمره أكثر من سبعين سنة.
نام کتاب : الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 51