نام کتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 66
قراءته فوجد أوله (وإنك لعلى خلق عظيم) فازداد سروراً، وزوَّره الروضة الشريفة ولقنه ماعنده من الدعاء ثم زوّره المآثر كلها التي بالمدينة، كمسجد المائدة ومسجد القبلتين وجبل أحد، وقبور شهداء احد، وقبر حمزة - رضي الله عنه - [1].
وكان قبل مجيء ابنه قد تزوج ابن السنوسي زوجته الرابعة والأخيرة (ابنة حسن البسكري). وكانت بدرنة مع أختها وأخواتها وتوفي والدها، فأرسل ابن السنوسي الى ابن أخ حسن البسكري أن يأتي بالأم وبناتها، وكانت أكبر البنات تحت عبد الله البسكري ابن أخ حسن البسكري، فرحل بها الى الحجاز وتزوجها ابن السنوسي ورزقت منه بولد وتوفي صغيراً ولم يفارقها حتى مات [2].
وعندما بلغ محمد المهدي التاسعة غادر والده المدينة الى مكة وتركه مع زوجة أبيه البسكرية فأعتنت به كثيراً. وفي جمادي من سنة 1269هـ طلب ابن السنوسي ابنه محمد المهدي من المدينة وأرسل يطلب من الأخوان في برقة بإرسال ابنه محمد الشريف.
وذكر احمد الشريف رحلة والده فقال: (فأرتحل محمد الشريف من الجبل وهو ابن سبع سنين ومعه والدته وجده السيد أحمد بن فرج الله ومروا على العقبة ثم منها الى الاسكندرية ثم الى كرداسة، ثم نزلوا بمصر ببيت الشيخ عمر الزروالي أقاموا بها أياماً ثم الى السويس وركبوا البحر قاصدين جدة .. وأتتهم ريح عاصفة قبل نزولهم قلعت بالمركب حتى أيقنوا الغرق. وتقطعت الأشرعة وآخر الأمر سلمهم الله ورمتهم الريح على الينبع فنزلوا بها وأقاموا أياماً للاستراحة. ثم ارتحلوا الى المدينة المنورة فزاروا الروضة الشريفة واجتمعوا بالباشا الذي رحب بهما وأعطاه ساعة تساوي مئة، وبعد ذلك بني جامع الزاوية التي بالمدينة بناءً متقناً من نفسه جزاه الله خيراً. وكان بالمدينة يومئذ السيد عبد الله التواتي وأكرمهم غاية الاكرام. وأقاموابها ثلاثة أشهر ونصف ثم ارتحلوا منها الى مكة المشرفة منتصف ذي القعدة سنة [1] أنظر: احمد الشريف المخطوط، ص78. [2] انظر: الحركة السنوسية، ص93.
نام کتاب : الثمار الزكية للحركة السنوسية في ليبيا نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 66