نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 199
أتدري لم قيل له الجار؟ قلت: لا، قال
لي: نعم يا بني، إنه لما شب مضاض ابن أخي عمرو الملك لم يكن بمكة ولا ما والاها أجمل منه وانه كان من بنات عمه من بيت الملك جارية تسمى ميا ابنة مهليل بن عامر صاحب الشعب وكانت معه في نسق واحد وكانت أجمل من رأته ففتن بها وفتنت به وشب معها وشبت معه في حي واحد وصان مئزرة عنها وكان ذلك خيفة الطعن في الملك، فلما بلغ بهما الهوى مبلغه وحذرا من الفضيحة أو السقم والموت بعثا إلي فشكوا ما نزل بهما من شوق بعضهما إلى بعض فأرسلت إلى مهليل بن عامر بن عمرو وأعلمته ما كان منهما، فقال لي: أيها الملك أنت وليهما افعل بهما برأيك وزوجها منه وقد هجم علينا الشهر الأصم رجب وكنا لا نحدث فيه حدثاً غير العمرة والطواف حتى ينسلخ، قلت له: يا مهليل ينصرف رجب وافعل. وإن مضاضاً اعتمر وطاف، وبلغ ذلك ميا فأقبلت تعتمر وتطوف متنكرة غيرة على مضاض أن يتعرض متعرض ومضاض لا يعلم بمكانها وإن قبيس بن سراج الجرهمي من رهط حقير في جرهم رأى ميا فهويها وهي لا تعلم ومضاض لا يعلم بذلك، وكان قبيس يراعي أحوال مي. فلما بلغه أنها اعتمرت خرج إلى الطواف ليقضي لبانته من النظر إلى مي فكانت مي تطوف وتراعي أحوال مضاض ومضاض لا يعلم بذلك ويطوف قبيس في إثر مي لا تعلم بذلك وإن رقية بنت البهلول الجرهمي طافت وكان يوماً قائظاً، فطافت رقية بنت البهلول فعطشت عطشاً حافت منه على نفسها الموت واحتشمت أن تقف لأهل السقاية وسدنة البيت من جرهم. فلما أبصرت مضاضاً نادت به لشبيبته وحملها عليه حالة الشباب فقالت له: يا مضاض اسقني جرعة من ماء فاني خشيت أن أموت طمأ، فأمر فناولها فرأته
نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 199