نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 198
لك النصيحة أو فلي النصيحة، يا بني أنبئك بما ينجيك واعلم أن ما به أهديك أحب إلي مما به أغنيك، يا بني هل ولد في بني مضر مولود اسمه محمد قلت له: لا. قال: أن ولد وإلا فسيولد ويأتي حينه ويعلو دينه ويقبل أوانه ويشرف زمانه فإن أدركته فصدق وحقق وقبل الشامة التي بين كتفيه صلى الله عليه وآله وسلم، وقل له يا خير مولود دعوت إلى خير معبود أجب أو لا تجب فإن أمره يباريك إلى الموت، فعند الموت يأتيك فأما هلك وإلا ملك فذهب مثلاً. ثم قال لي: يا بني هل بلغت الزيتونتين؟ قلت نعم: قال: ما اسم هذا الموضع يا بني؟ قلت: لا أدري، قال لي: أنزلني فأنزلته، فقال: اقصد في الزيتونيتن، فقصدت به نحوهما وبينهما صخرة عظيمة مربعة منحوتة فطاف بها طويلاً فلمسها بيديه علواً وسفلاً ثم قال لي: يا بني هذا الموضع يسمى (موطن الموت)، ثم بكى حتى غسل دمعه وجهه ولحيته، وأنشأ يقول:
أموت فقيداً والعيون كثيرة ... ولكنها بخلا علي جوامد
فلم تبق لي الأيام إلا مشذباً ... أمت حين لا تأسى على العوائد
ولكن سيبكيني العلائق بالسرى ... ويبكي على قبري البروق والرواعد
تمادت بي الأيام حتى تركنني ... كمثل حسام أفردته القلائد
ونادى بي الأدنى واشمت بي العدى ... ويأمن كيدي الكاشحون الاباعد
ثم قال لي: يا بني أتدري لم سمي هذا الموضع موطن الموت؟ قلت له: لا، قال لي: أتدري لم سمي جبل مكة أبا قبيس؟ قلت له: لا، قال لي: أتعرف موضعاً يقال له الدار؟ قلت له: نعم. قال: أفتدري لما سمي (الدار) قلت: لا، قال: أتعرف موضعاً يقال له (الجار)؟ قلت: نعم، قال:
نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 198