نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 197
داود الذي فيه السكينة والزبور فالقوه، فأخذته جرهم وعملاق ودفنوه في مزبلة من مزابل مدينة مكة فنهيتهم عن ذلك فعصوني، ولم يكن لجماعة قومي طاقة ونهاهم عن ذلك همسيع بن نبت قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليه وسلم فعصوه فعمدت إلى التابوت ليلاً فأخرجته وجعلت مكانه تابوتاً ودفعته إلى همسيع. ونزل بجرهم وعملاق الغم أجمعين إلا يسيراً ممن نهى عن ذلك، ثم أخذت برة لأقتلها فقال لي: خدعت في مجلس الملك ودخل إليه نقيب بني إسرائيل وهو المقتول الأول ففعل ما رأيت ولا علم لي بذلك وكيف أفعل ذلك وأنا مثقلة منه، وأمرت القوابل فأصابوا الحمل بيننا وكان عمرو منع الولد غير بنتين كانتا له. فلما قيل لي ذلك أدركني أمري وغلبت علي الشفقة فحطتها وأدخلتها داخل القصر وجعلت عليها حرساً حتى وضعت حملها فأتت بغلام سميته مضاضاً باسم أبي جده، فشب فلم يكن في وقته أجمل منه وجهاً. ودبرت أمري في قتل برة فقلت أقتلها لا آمن علي ولدها، ولكن أترك أمر أمه في أبيه إليه، ثم قال لي: أين أنت؟ قلت: برياض الغرقد قال لي: بلغنا مكة دع عنك أن تقصد مكة وامض بي إلى ذات اليسار إلى شعب الأثل والطلح، فلما بلغته قال لي: لجج بي يا بني حتى بلغت غيضة السمر والضال، قال لي: مل ذلك اليمين ومل ذات الشمال حتى أدخلني مواضع ما دخلتها قط على أني بمكة مسقط رأسي وكنت أفتك فاتك بها صعلوكاً بكل سهب وحالق، فلما لججت في غيضة الزيتون
قال لي: يا بني أبعدت وقد خلونا وثالثنا الله الشاهد العالم الواحد، يا بني إذا أسديت إلى المرء نعمة وجب عليه الشكر وأنت أسديت إلي نعمة ووجب بها علي شكرك فعلي
نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 197