نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 201
لما رأى من غيرتها حين سقطت بالطواف فعمل شعراً على لسان مضاض. وشعراً على لسان رقية وقال لها: يا مي رأيت عجباًَ! قالت: ما هو؟ قال لها: رأيت مضاضاً واضعاً كفيه على قرون رقية بنت البهلول في الطواف وهو يدافع عنها
أهل الطواف سانحاً وبارحاً، ثم استسقته ماء فناو لها سقاء بيده فشربت وناولته، فأنشأ مضاض يقول، قال له: ما الذي قال يا قبيس، قال لها: قال:
رقية قلبي قد تباين صدعه ... وللحب مني شاهد ودليل
رأيت الهوى يهوى وللوصل واصل ... فهل لك أن يلقى الخليل خليل
قال: فأجابته رقية فقالت:
أصون الهوى والطرف مني كاتم ... ولا يعلمون الناس إذ ذاك ما دائي
سوى أنني قد فزت منك بنظرة ... تجرعت عذب الحب منه مع الماء
قال: فالتمستها حمية قول قبيس وجعلت تقبل بين خيام الحي مرة وتدبر أخرى وهي لا تعلم ما هي فيه، ثم قالت لأبيها: نذرت لله نذراً يا أبت لترحلن غداً إلى أمج ذات الضال وانزل مع جسر بن قين، قال لها أبوها: نعم. وحملته الحمية والأنفة على ذلك لما استبدل بخطره وقدره، وإن رجلاً من أهل الحي بلغ مضاضاً فاعلمه بما قال قبيس وبما قالت مي. فركب فرسه وأخذ سيفه وخرج يريد قتل قبيس وأنذر قبيس بمكان مضاض فخرج هارباً في البيداء، فما أدري أي الأرض انطوت عليه إلى يومنا هذا. فلما لم يجد مضاض من قبيس أثراً وأعجزه هرباً، رجع إلى مي وأصاب أهل الحي يحتملون وأصاب مياً راكبة على نجيب في هودجها فقصدها وقال: يا مي أعيذك بالله أن تغدري من لم يغدرك وهذا موقفي
نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 201