نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 202
بين يديك فجودي لمن لم يجترم جرماً، وقال:
يعشى عن الناس لحظ طرفي ... وعنك يا مي غير عاشي
أتهجريني بغير ذنب ... وتقتليني بقول واشي
قال فولت عنه وعيناه تغرورقان دموعاً وتبعها وهي تقول:
كذبت هوى وحنثت إذا يميني ... إذا طالبت أثراً بعد عين
سأرحل والفؤاد له وجيب ... واقطع للنوى بيناً ببيني
إذا شط المزار عن ابن عمرو ... نزلت بغربة جسر بن قين
كأني حيت أطلبه وصالاً ... ويصرمه أطالبه بدين
تعست إذا وخان أبي وأمي ... وبعت بعارها زيني بشين
وتجهمته وزحفت غضبى وتمادى الحي للرحلة ومضوا وافترق الحي من سفح الجبل أبا قبيس لما فرق قبيس بن سراج من جمعهم منه - وإن مضاضاً لمت ظعن الحي رجع فركب ناقة وبدل زيه وخرج في طلب الحي وكان له خليلان من بني عمه عمرو وعامر فركبا في أثره حتى لحقاه فقالا له: يا مضاض خلعت تاج الملك بطلاب الهوى قال لهما: غلب الهلع التجلد والجزع والصبر والهوى حاكم والقلب محكوم عليه - وأنا إذ ذاك غاز إلى بني إسرائيل نزلت إليهم بجبل طورسينا - ثم بلغت أمج فنزلت لجعل عليها عيوناً يأتونه بأخبارها ويطوف حول أمج من حي إلى حي ولا يعلم من هو ومعه خليلاه عمرو وعامر - فقال:
أعلل قلبي بالمنى ولعلها ... تقول أبارت لابن عم مقادره
وترثى لمفتون الهوى ولعلها ... تصدق حباً صدقته سرائره
يظل يراعي الحادثات نهاره ... فإن غبن عنه فالقيمر مسامره
يحارس طرفي الشبه من أم غالب ... أناظر من أشباهها ما تناظره
نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 202