نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 204
فلما تساوى الحب والأمر مقبل ... عدلت ولم تظهر إلي جميلا
رأيت مكاني حين وليته معرضاً ... إلى حسب البهلول قليلا
فرجع إلى عمرو وعامر فقالا له ما قالت: قال لهما: قالت:
تصد بلا جرم علي بوجهها ... وتبعدني لما أردت التقربا
كأني أنادي حية حين أقبلت ... سفاها فما تزداد إلا تغضبا
قال: فسمي ذلك الموضع الجار لقوله:
سألتك بالرحمن لا تجمعي هوى ... عليه وهجراناً وحبك جاره
قال: فمضى حتى أتى مكة فغلب عليه الهوى ورجع منها عاطفاً فتعرض لها بالموضع الذي يقال له الدار، فقال لها:
علام قبست النار يا أم غالب ... بنار قبيس حين هاجتك ناره
على كبد حرى وأنت عليمه ... بغيب رفيق لا يبين ضماره
سألتك بالرحمن لا تجمعي هوى ... عليه وهجر أنا وحبك جاره
فام لم يكن وصل فلفظ مكانه ... إليه وإلا موطن الموت داره
قال: فولت عنه وتجهمته وقالت له: والله لا ألقاك بها أبداً، فولى إلى صاحبيه وقال: والله لا أشرب بعدها ماءاً أبداً، وولى وأنف أن يدخل مكة ومضى معه صاحباه يستعطفانه على شرب الماء، فأبى لهما فجال حتى غلب عليه وانصدع قلبه في صدره لما خامره اليأس حتى بلغ هذا الموضع فغشيه الموت، فأناخ ناقته وأخذ رأسه عمرو وجعله في حجره وقال له:
نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 204