نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 213
في وسط البيت على ما بقي من المال وخرجت أنا فبلغت مكة. فقال لي أخوتي وقومي: من أين لك هذا المال؟ فأعلمتهم فكذبوني فمضيت بهم إلى الحجرين فرأوا مقام إبراهيم صلى الله عليه وسلم وقرأ وأشعره وهو هذا:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنا أهلها فأزالنا ... صروف الليالي والجدود العواثر
فهل فرج آت بشيء تحبه ... وهل حزن ينجيك مما تحاذر
وكنا ولاة البيت من بعد نابت ... نطوف بذاك البيت والخير ظاهر
ملكنا فاعززنا وأعظم قدرنا ... فليس لحي غيرنا شم فاخر
فإن تنثن الدنيا علينا بريبها ... فإن لها حالاً وفيه التشاجر
فأخرجنا منها المليك بقدرة ... كذلك بالإنسان تجري المقادر
أقول وقد نام الخلي ولم أنم ... مدى الليل لا يبقى سهيل وعامر
وبدلت منها أوجهاً لا أحبها ... وبدل منها حمير ويحابر
فصرنا أحاديثاً وكنا بغبطة ... كذلك عضتنا السنون الغوابر
وفيه حمام لا يراع أنيسه ... إذا خرجت منه فليست تغادر
فسحت دموع العين تجري لبلدة ... بها إلا من آمن الله فيه المشاعر
قال أبو محمد: وإن إياداً لم يعد إلى الموضع لما حرم عليه الحارث، وكان إياد على دين الحنيفية، وكان دين الحنيفية غالباً على العرب يدينون به حتى أنشأ عمرو بن قمعة الكناني - فهو أول من غير دين إسماعيل وإبراهيم ونفى أحكامهما - ولقد حدث ابن عباس قال (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {رأيت عمرو بن قمعة وهو يجر قصبة في النار}
نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 213