نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 462
وتركت سابور الجنود كأنه ... غير الفلاة مشرد مطرود
ولقد ثغرت لقندهار ثعرة ... فهوى لذلك حصنها المعمود
وتركت أرض السغد ليس لجمعها ... ملك يهاب ولا قنا معدود
وتركت بلخاً والحصون وكابلاً ... تنعى عليهم طيرهم وترود
ولا خضبن سبالهم بدمائهم ... وليصلين معاطس وخدود
والهند والسند اصطليت بنارها ... وبحرها من بعد ذاك جمود
والصين لما إن أنخت بركبها ... تجبى لشمر ذي الندى وتعود
والروم قد شربت بكأس مرة ... مني وفرق جمعها المعدود
ولقد حويت الأرض من أطرافها ... حتى انتهيت وربنا محمود
نحن الملوك بنو الكرام وعندنا ... تسعون ألفاً للطراد شهود
وأسير في عرض البلاد معمماً ... بالملك والشرف القديم أقود
حشو الحرير لباسنا في أهلنا ... ولباسنا يوم الهياج حديد
من نسج داؤد النبي ونسجنا ... نسج يشد قتيرها المسرود
نصلي الحروب بكل أبيض صارم ... ما فيهم عند اللقاء خمود
والضاربون الكبش في يوم الوغى ... ورماحنا يوم للقاء بنود
وسيوفنا يقطعن كل خصية ... من صنع يرعش صنعهن حديد
نهب القيان مع الجياد سجية ... كرماً وليس لفعلنا موعود
محقوفة أعنابنا بنخيلنا ... للضيف أما يأمنا موجود
لو كان يرعش خالداً في ملكه ... خلدوا وأسعد ذو الندى وسعيد
أو كان حيا خالد في ملكه ... وجذيمة الوضاح والمسعود
من ذا الذي ورث البلاد ولم يمت ... أم هل لحي في الحياة خلود
إني لأعلم في الموطن أنني ... يوماً سأهلك والحياة تبيد
نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 462