نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 464
عمرو - وقد أتى عليه من عمره مائتان وستون سنة فقال له: أيها الملك لا تقبل على الغضب وأمرك أعظم أن يطير بك النزق أو يمسك في قلبك إلحاح وتنزع إلى ما لا يجعل بك، وانك لا تستطيع أن تخرب هذه القرية. قال: ولم ذلك؟ قال: لأنها مهاجر نبي من هذه البنية - يعني مكة - وهو من ولد إسماعيل بن إبراهيم - خليل الله - قال تبع: ومتى يكون ذلك؟ قال: بعد زمانك بدهر طويل. فلما سمع كلامه سكن وكف عن خرابها.
قال معاوية: لقد بلغني يا عبيد أن اليهود كانوا بها ما كان للخزرج معهم فيها أمر، حتى أن الرجل يتزوج المرأة، فلما يصلها حتى يبدأ بها رجل من اليهود، وكانوا غلبوهم على أمرهم. قال: معاذ الله يا أمير المؤمنين لقد بلغك ما لم يكن، ولقد كانت اليهود بها أذلاء، فكانت الأوس والخزرج أمنع من ذلك وأشد، ولقد أخرجتهم الأوس والخزرج من المدينة حتى سكنوا خيبر، وما كانت امرأة من الخزرج يقدر
عليها رجل من اليهود أبداً! قال معاوية: فهل قيل في ذلك شعر؟ قال عبيد: نعم يا أمير المؤمنين قد قال فيه السموآل بن عاديا الغساني - قال أن رجلاً من اليهود عاب اليهود في صنعتهم - فأنشأ وهو يقول في ذلك:
عبت اليهود ودينها لك نافع ... أيضاً يفوز به الحساب المؤنق
دين ابن عمران ويوشع بعده ... موسى وهارون النبي الموثق
قال معاوية: دع هذا وخذ في حديثك الأول. قال: نعم يا أمير المؤمنين. لما قضى تبع لبانته من يثرب، توجه إلى مكة يريد خرابها فآتاه رجلان من أحبار اليهود لهما علم وعندهما معرفة، فأخبراه بأشياء وعلامات فعجب لهما وأدناهما وقربهما إليه، وقد كان آتاه رجلان من هذيل في نفر
نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 464