نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 466
مكة فأسلم وأحرم وطاف بالبيت وحلق ووقف المواقف كلها ونحر البدن وأطعم الناس وكسا البيت الملاء المعصب والخبرات، وأقام بمكة سبعة أيام. فلما أراد الانصراف إلى اليمن أراد أن يحمل الحجر الأسود إلى اليمن فنهاه الحبران عن ذلك، فتركه وانصرف إلى اليمن.
قال معاوية: يا عبيد فهل قيل في ذلك شعر؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين قال فيه رجل من قريش. قال معاوية: وما قال من الشعر؟ قال عبيد: قال هذه الأبيات:
لعمري لنعم المرء حل لديكم ... له المجد والأنعام والعز تبع
آتانا كريم ما جد ذو حفيظة ... أغر كريم الوالدين سميدع
فلم تخش منه إذ أتى البيت زائراً ... ولكنه سمح الخليقة أروع
طلبنا إليه أن يقيم بأرضنا ... لنا الركن إنا حين يؤخذ نجزع
فقال نعم نعمي وأنتم ولاته ... وليس له عن حرها الدهر منزع
مضى رأيه في قومه غير واهن ... فمنه جدود مجدها ليس يدفع
قال معاوية: فأنشدني يا عبيد الشعر الذي قال تبع في قتل ابنه خالد قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال هذا الشعر:
ما بال عينك لا تنام كأنما ... كحلت اماقيها بسم الأسود
أرقاً لما فعل اليهود بيثرب ... فلبثت في غمدان كالمتلبد
وحلفت عهداً تبلغن نخيلهم ... زبر الحديد عشية أو من غد
فجعلت عرصة منزلي في روضة ... بين العقيق إلى بقيع الغرقد
وهنا يثرب روحنا وصدورنا ... تغلي جلائلها بحرب محصد
ولقد ندبت إليهم فأجابني ... من في الحصون إلى مدينة أحمد
نام کتاب : التيجان في ملوك حمير نویسنده : عبد الملك بن هشام جلد : 1 صفحه : 466