responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 238
مع ظهور يسارهم، فكيف الحال لو كانوا محتاجين، وحينما أظهروا له عدم حاجتهم لم يقبل منهم رد ذلك المال، وهذا دليل على قوة الدافع في نفسه نحو السخاء والجود، ولم ينس أن يزودهم بما هو خير من ذلك حيث ذكّرهم بفضل يوم عرفة الذي يباهي الله تعالى به ملائكته عليهم السلام [1]، وعن عبد الله بن عبيد الله بن عمير قال قال: ابن عباس عن الحسن بن علي: ولقد قاسم الله ماله ثلاث مرات، حتى إنه يعطي الخف ويمسك النعل [2].
وهذا مثال عزيز في الكرم، حيث قسم الحسن بن علي رضي الله عنه ماله قسمين ثلاث مرات، فكان يتصدق بنصف ماله، ولقد كان دقيقاً في محاسبته نفسه وكأنه يؤدي واجباً من الواجبات، حيث كان يعطي الخف ويمسك النعل مع أن أحدهما لا يغني عن الآخر وأنه في عمله هذا قد جعل من نفسه قدوة للمسلمين في أعمال الخير والإحسان [3]. فقد كان رضي الله عنه من أسخى أهل زمانه [4]، وعد رضي الله عنه من الأجواد [5]، ومن أخبار جوده أن معاوية بن أبي سفيان بعث إليه بمائة ألف فقسمها بين جلسائه، فأصاب كل واحد منهم عشرة آلاف [6]، ومن أخبار كرمه أنه دخل على أسامة بن زيد وهو يجود بنفسه ويقول واكرباه واحزناه فقال له الحسن، وما الذي أحزنك يا عم، فقال له أي ابن رسول الله عليَّ دين مقداره ستون ألف درهم ولا أتمكن من رده فقال الحسن رضي الله عنه، سأردها عنك، فقال له أسامة فك الله رهانك يا ابن النبي أن الله أعلم حيث يجعل رسالته [7]. وكان الناس يشهدون للحسن رضي الله عنه بكرمه ودليل ذلك أن إعرابياً قدم إلى المدينة يستعطي الناس فقيل له عليك بالحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أو عبد الله بن جعفر أو سعيد بن العاص، فلقي سعيد بن العاص، فأكرمه

[1] التاريخ الإسلامي (17/ 136).
[2] سير أعلام النبلاء (3/ 260).
[3] التاريخ الإسلامي (17/ 137).
[4] المحاسن والمساوي صـ 55، الحسن بن علي صـ 32.
[5] الحسن بن علي، رسالة ماجستير صـ 32 لم تنشر.
[6] البداية والنهاية نقلاً عن الحسن بن علي صـ 32.
[7] المحاسن والمساوئ صـ 57.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست