responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 239
وأعطاه ما أراد [1]، ومن كرم الحسن رضي الله عنه أنه قيل له من أحسن الناس عيشاً؟ فقال من أشرك الناس في عيشه وقيل له من شر الناس؟ فقال: من لا يعيش في عيشه أحد (2)
ولقد سئل الحسن بن علي رضي الله عنه لأي شئ نراك لا ترد سائلاً وإن كنت على فاقة، فقال: إني لله سائلاً وفيه راغب وإن الله تعالى عودني عادة، عودني أن يفيض نعمه عليّ وعودته أن أفيض نعمه على الناس، فأخشى أن قطعت عادتي أن يمنعني عادته [3]، وكان الحسن رضي الله عنه في سخاءه وإيثاره لا يميز بين غني وفقير، أو صغير وكبير، أو قريب أو بعيد لأن النفس التي ترتاح للبذل والعطاء، وجبلت على الكرم والسخاء لذتها في إسعاد الناس [4] ابتغاء مرضاة الله وطلباً للمثوبة والأجر تجد راحتها في ذلك. وكأن الشاعر حافظ إبراهيم كان يعني الحسن عندما قال:
إني لتطربني الخلالُ كريمةً
طرب الغريب بأوبة وتلاق
ويهزُّني ذكرُ المروءة والندى
بين الشمائل هِزة المشتاق
فإذا رُزِقتَ خليقة محمودة
فقد اصطفاك مقسِّم الأرزاق
فالناس هذا حظه مال، وذا
علم، وذاك مكارم الأخلاق
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أنه خطب الناس ثم قال: إن ابن أخيكم الحسن بن علي قد جمع مالاً، وهو يريد أن يقسمه بينكم، فحضر الناس فقام الحسن فقال: إنما جمعته للفقراء، فقام نصف الناس، ثم كان أول من أخذ منه الأشعث بن قيس [5]، ومن سيرة الحسن بن علي نتعلم أن بداية انطلاق النفس إلى رضاء الله، وتخلُّصها من جواذب الأرض، وتطهيرها من الشح بدوام الإنفاق في سبيل الله حتى يصير سجية من سجاياها، فتزهد في المال ويخرج حبه من القلوب فلا يفرح صاحبه بزيادته ولا يحزن على نقصانه مصداقاً لقوله تعالى:

[1] غاية المرام، عز الدين القريشي (1/ 95).
(2) تاريخ اليعقوبي (2/ 226، 227) ..
[3] نصيحة الملوك صـ 438 للماوردي.
[4] الدوحة النبوية الشريفة صـ 84.
[5] الطبقات (1/ 278) إسناده صحيح.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست