نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 266
يملك العبد إلا الرضا والدعاء والالتجاء، فلِمَ لا يقف العبد على الباب الذي يجلب الخير؟ ولِمَ يبتعد عن المرض الذي يجلب الشر [1]؟ فالحسن بن علي رضي الله عنه يحذرنا من الحسد ولذلك قال: والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل هابيل [2]، عندما حسد أخيه على تقبل الله منه ولم يتقبل منه هو.
2 ـ مقام الرضا بين الحسن وأبي ذر:
قال أبو العباس محمد بن يزيد المبّرِّدُ: قيل للحسن بن عليِّ: إن أبا ذرِّ يقول: الفقر أحبُّ إليَّ من الغنى، والسَّقم أحبُ إليَّ من الصحة، فقال: رحم الله أبا ذرَّ، أما أنا فأقول: من اتَّكل على حسن اختيار الله له لم يتمنَّ أن يكون في غير الحالة التي اختار الله له وهذا حد الوقوف على الرِّضا بما تصرَّف به القضاء [3]. إن الحسن بن علي رضي الله عنه في حديثه هذا يصف لنا شيئاً من أعمال القلوب وهذا دليل على معرفته بهذا العمل العزيز، فالرضا من أعمال القلوب، نظير الجهاد من أعمال الجوارح، فإنَّ كل واحد منهما ذروة سنام الإيمان [4]، فالرضا ثمرة من ثمار المحبة ـ لله عز وجل ـ وهو أعلى مقامات المقرّبين، وحقيقته غامضة على الأكثرين. وهو باب الله الأعظم، ومستراح العارفين، وجنة الدنيا، فجدير بمن نصح نفسه أن تشتد رغبته فيه، وأن لا يستبدل بغيره منه ورضا الله على العبد أكبر من الجنة وما فيها، لأن الرضا صفة الله والجنة خلقه قال تعالى: ((وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ)) (التوبة، الآية: 72)، بعد قوله: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) (التوبة، الآية: 72).
وهذا الرضا جزاء من رضاهم عنه في الدنيا، ولما كان هذا الجزاء أفضل الجزاء، كان سببُه أفضال الأعمال، والسخط باب الهمِّ والغمِّ وشتات القلب، وكَسْف البال، وسُوء الحال، والظنَّ بالله خلاف ما هو أهله، والرضا يخلّصه من ذلك كلّه، ويفتح له باب جنة [1] منهج الإسلام في تزكية النفس صـ 341. [2] علموا أولادكم محبة آل بيت النبي صـ 31. [3] البداية والنهاية (11/ 199). [4] مدارج السالكين (2/ 214).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 266