نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 265
الأسباب التي ذكرناها، ويقع ذلك غالباً بين الأقران، والأمثال والإخوة وبني العم، وأصحاب المهن والأعمال، وبين العلماء والتجار، لأن سبب التحاسد توارد الأغراض على مقاصد يحصل فيها فيثور التنافر والتباغض، فأصل الحسد التزاحم على غرض واحد ومنشأ جميع ذلك حب الدنيا، والدنيا هي التي تضيق على المتزاحمين [1].
- ـ علاج مرض الحسد:
هناك عدة أدوية تقي وتعالج من مرض الحسد منها:
ـ العلم بأن مرض الحسد ضرر على الحاسد في الدين والدنيا، وأنه لا يضر المحسود في الدين ولا في الدنيا، وأن النعمة لا تزول عن المحسود بحسد الحاسد، فماذا يستفيد الحاسد من حسده إلا البغض والألم والحسرة والانفعال وذهاب الدين والدنيا، فكيف يريد الحاسد زوال نعمة أنعمها الله عز وجل على المحسود، فالله أحب أن ينعم على عبده، والحاسد يحب زوالها فقد أحب ما كره الله وكره ما أحب الله وهذا داء مزيل للإيمان، لأن صاحبه لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير.
ـ التذكر الدائم لمساوئ هذا المرض في الدين والدنيا، وبغض الله عز وجل له وكراهية النبي صلى الله عليه وسلم له، والنتيجة التي ينالها الحاسد في الدنيا والآخرة كل يساعد على فهم حقيقة الحسد، والوقاية منه والبعد عنه وطلب العلاج.
ـ العبرة من الآيات والأحاديث والقصص وواقع الحاسدين، ونتائج حسدهم، كل ذلك يساعد على الوقاية والعلاج من هذا المرض الخطير.
ـ محاسبة النفس ومعاتبتها عند كل فكرة حسد تعرض عليه، ومحاولته كف نفسه عن المحسود، بل الثناء عليه، والدعاء له، بالحفظ والزيادة، ولا مانع من أن يتمنى لنفسه مثل ذلك دون حسد الآخرين.
ـ الرضا بعطاء الله ومنحه، والقناعة بذلك، والإيمان بأن الرزق والعطاء والفضل من الله يؤتيه من يشاء وكيفما يشاء، ولا أحد يستطيع أن يزيل نعمة أنعمها الله على عبد من عباده، وأنه لا ينال عطاء الله إلا بفضل الله وإرادته، ولا [1] منهج الإسلام في تزكية النفس صـ 340.
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 265