نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 264
جـ ـ الحسد: قال الحسن: والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل هابيل:
الحسد نقيض الحب الذي هو تمني الخير للآخرين، فهو تمني زوال النعمة عن المحسود، وهو مرض مهلك مذموم وقبيح، أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من شر الحاسد كما أمره بالاستعاذة من شر الشيطان، فقال تعالى: ((وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)) (الفلق، الآية: 5)، وقد قال صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً [1]، وقال أنس: كنا يوماً جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة قال فطلع علينا رجل من الأنصار ينفض لحيته من وضوئه، قد علّق نعليه في يده الشمال، فسلم، فلما كان الغد قال صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل، وقاله في اليوم الثالث فطلع ذلك الرجل، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال له: إني لآحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تأويني إليك حتى تمضى الثلاث فعلت، فقال: نعم فبات عنده ثلاث ليال، فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا انقلب عن فراشه ذكر الله تعالى، ولم يقم إلا لصلاة الفجر، قال: غير أني ما سمعته يقول إلا خيراً فلما مضت الثلاث، وكدت أن أحتقر عمله فقلت: يا عبد الله لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هَجْر، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا، فأردت أن أعرف عملك فلم أرك تعمل عملاً كثيراً، فما الذي بلغ بك ذاك؟ فقال: ما هو إلا ما رأيت فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد على أحد من المسلمين في نفسي غشاً ولا حسداً على خير أعطاه الله إياه. قال عبد الله فقلت له هي التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق ([2])،
والحسد له أسباب كثيرة منها العداوة والبغضاء والعجب وحب الرياسة، وخبث النفس وبخلها وغيرها من أمراض القلب الأخرى، فالحسد جامع الآفات والأمراض، وهو من أشدها مذهباً للدين والإيمان والحب والإخاء، وهو مفسدة وأي مفسدة ويكثر الحسد بين أقوام تكثر بينهم [1] البخاري رقم 6065. [2] مسند أحمد (3/ 166) إسناده صحيح ..
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 264