responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 308
الأخيار الذين لم تكن الدنيا أكبر همهم، ولا مبلغ علمهم، فهو النقيب في بيعة العقبة الثانية حتى لجأت قريش إلى تعقبه قرب مكة وربطوا يديه إلى عنقه وأدخلوه مكة أسيرًا حتى أنقذه منهم جبير بن مطعم بن عدي حيث كان يجيرهم في المدينة وهو من الذين شهدوا بدرًا [1]، وحظى بمقام أهل بدر ومنزلتهم عند الله، وكان من بيت جود وكرم وشهد له ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعتمد عليه -بعد الله- وعلى سعد بن معاذ كما في غزوة الخندق عندما استشارهم في إعطاء ثلث ثمار المدينة لعيينة بن حصن الفزارى، فكان رد سعد بن عبادة يدل على عمق الإيمان وكمال [2] التضحية. فمواقف سعد مشهورة ومعلومة، فهذا الصحابي الجليل صاحب الماضى المجيد في خدمة الإسلام والصحبة الصادقة لرسول الله لا يثبت ولا يعقل أنه كان يريد أن يحيى العصبية الجاهلية في مؤتمر السقيفة لكي يحصل في غمار هذه الفرقة على منصب الخلافة، كما أنه لم يثبت ولم يصح ما ورد في بعض المراجع من أنه -بعد بيعة أبي بكر- كان لا يصلي بصلاتهم ولا يفيض في الحج بإفاضتهم [3]، كأنما انفصل سعد بن عبادة رضي الله عنه عن جماعة المسلمين [4]، فهذا باطل ومحض إفتراء، فقد ثبت من خلال الروايات الصحيحة أن سعدًا بايع أبا بكر، فعندما تكلم أبو بكر يوم السقيفة، فذكر فضل الأنصار وقال: ولقد علمتم أن رسول الله قال: لو سلك الناس واديًا، وسلكت الأنصار واديًا أو شعبًا لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار [5]. ثم ذكر سعد بن عبادة بقول فصل وحجة لا ترد فقال: ولقد علمت يا سعد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال وأنت قاعد: قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم.
قال سعد: صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء [6]، فتتابع القوم على البيعة وبايع سعد [7]، وبهذا تثبت بيعة سعد بن عبادة، وبها يتحقق إجماع الأنصار على بيعة

[1] الاستيعاب في معرفة الأصحاب (2/ 594).
[2] الخلافة والخلفاء الراشدون، سالم البهنساوي، ص (48).
[3] المصدر نفسه، ص (49).
[4] المصدر نفسه، ص (49).
[5] البخاري، ك التمني - رقم (7244).
[6] السلسلة الصحيحة، رقم (1156)، مسند أحمد، رقم (18).
[7] الأنصار في العصر الراشدي، ص (102)، تاريخ الطبري (3/ 223).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست