نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 443
بجهنم لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها" [1] فيا له من مشهد مهيب تنفطر منه القلوب [2]، ولذلك قال الحسن بن على رضى الله عنه: "العار خير من النار" [3]، وذلك خشي على نفسه الزكية أن تحاسب بين يدى الله يوم القيامة، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة فى الدماء" [4]، ومن مشاهد يوم القيامة المفزعة قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده وأوداجه تشخبُ دمًا فيقول: يا رب سل هذا فيما قتلنى؟ حتى يُدينه من العرش" [5]، نعم إنها أهوال عليها قادمون، فإذا كان سيد شباب أهل الجنة يخشى على نفسه فى دخوله على أمر من أمر الله لم يدخل فى مثله قط، فكيف بأمثالى وأمثالك يا أيها القارئ الكريم، فيجب أن نعتبر ونعمل لمثل هذا الموقف العصيب، نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا برحمته وعفوه إنه كريم حليم وودود رحيم.
6 - دفنه فى البقيع:
لما احتضر الحسن بن على قال للحسين: أدفنونى عند أبى -يعني النبى - صلى الله عليه وسلم -- إلا أن تخافوا الدماء، فإن خفتم الدماء فلا تهريقوا فىّ دمًا، ادفنونى فى مقابر المسلمين فلما قبض تسلح الحسين وجمع مواليه، فقال له أبو هريرة: أنشدك الله وصية أخيك فإن القوم لن يدعوك حتى يكون بينكم دماء، وكان مروان بن الحكم قد عارض دفنه فى جوار النبى -صلى الله عليه وسلم- وقال: لا يدفن هناك أبدًا، فلم يزل به أبو هريرة وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وعبد الله بن جعفر، والمسور بن مخرمة وغيرهم حتى رجع ثم دفنوه فى بقيع الغرقد بجانب أمه الزهراء البتول [6]، وقد اختلطت الروايات الضعيفة فى حادثة دفن الحسن بن على رضى الله عنه، ووجد أصحاب الأغراض مجالاً للدس والتشويه والتزوير، فقد زعم بعضهم بأن السيدة [1] مسلم، ك صفة النار، صحيح الجامع، رقم (8001). [2] رحلة إلى الدار الآخرة، ص (390). [3] البداية والنهاية (12/ 204). [4] أخرجه البخارى، ومسلم وأحمد عن مسعود، صحيح الجامع، رقم (2577). [5] رواه الترمذى والنسائى وابن ماجة وصححه الألبانى فى صحيح الجامع، رقم (8031). [6] الدوحة النبوية الشريفة، ص (98).
نام کتاب : أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 443