نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 443
واعزم بالشدة حين لا تغنى عنك إلا الشدة [1] , وقد توجه الأشتر إلى مصر ومعه رهط من أصحابه، إلا أنه حينما وصل إلى أطراف (بحر القلزم) - البحر الأحمر- مات قبل أن يدخل مصر، وقد قيل إنه سقى شربة مسمومة من عسل فمات منها، وقد اتهم أناس من أهل الخراج أنهم سموه بتحريض من معاوية [2] , والتهمة الموجهة إلى معاوية في قتل الأشتر بالسم لا تثبت من طريق صحيح.
واستبعد ذلك ابن كثير [3] , وابن خلدون [4] , وسار على نهجهما الدكتور يحيى اليحيى [5] , وملت إلى هذا القول.
هذا وقد مات الأشتر قبل أن يباشر عمله في مصر، ومع ذلك فإن المصادر تتحدث عنه كأحد ولاة مصر لعلى بن أبى طالب، وقد ولى بعده على مصر محمد بن أبى بكر [6]. وقد سبق لمحمد بن أبى بكر أن عاش في مصر في عهد عثمان، وتدل الروايات على أن محمد بن أبى بكر قد وصل إلى مصر قبل أن يغادرها الوالي الأول قيس بن سعد، وقد دارت محاورة بين قيس بن سعد ومحمد بن أبى بكر قدم فيها قيس عدة نصائح لمحمد، خصوصًا فيما يتعلق بالناس الغاضبين لمقتل عثمان، والذين لم يبايعوا عليًا بعده، وقد قال قيس: يا أبا القاسم إنك قد جئت من عند أمير المؤمنين وليس عزله إياي بمانعي أن أنصح لك وله، وأنا من أمركم هذا على بصيرة، ودع هؤلاء القوم ومن انضم إليهم- يقصد الذين لم يبايعوا عليًا ولا غيره - على ما هم عليه، فإن أتوك فاقبلهم وإن تخلفوا عنك فلا تطلبهم، وأنزل الناس على قدر منازلهم وإن استطعت أن تعود المرضى وتشهد الجنائز فافعل، فإن هذا لا ينقصك [7]. [1] النجوم الزاهرة (1/ 103). [2] النجوم الزاهرة (1/ 104)، سير أعلام النبلاء (4/ 34). [3] البداية والنهاية (8/ 303). [4] تاريخ ابن خلدون (4/ 1125). [5] مرويات أبى مخنف، ص (224). [6] النجوم الزاهرة (1/ 106). [7] ولاة مصر، ص (50)، الولاية على البلدان (2/ 13).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 443