نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 444
وقد حمل محمد معه عهدًا من على رضي الله عنه فقرأه على أهل مصر وخطبهم [1] , وقد كتب أمير المؤمنين على لمحمد بن أبى بكر كتابًا جاءه عندما ولاه على مصر، ولم يكن هذا الكتاب مقتصرًا على سياسة الولاية، بل يحوى دعوة محمد بن أبى بكر الصديق إلى الله، ومما جاء في هذا الكتاب: واعلم يا محمد أنك وإن كنت محتاجًا إلى نصيبك من الدنيا، إلا أنك إلى نصيبك من الآخرة أحوج، فإن عرض لك أمران: أحدهما للآخرة والآخر للدنيا، فابدأ بأمر الآخرة، ولتعظم رغبتك في الخير، ولتحسن فيه نيتك، فإن الله عز وجل يعطي العبد على قدر نيته، وإذا أحب الخير وأهله ولم يعمله كان- إن شاء الله- كمن عمله، فإن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال حين رجع من تبوك: «إن بالمدينة لأقوامًا ما سرتم من مسير، ولاهبطتم من واد إلا كانوا معكم، ما حبسهم إلا المرض. يقول: كانت لهم نية» [2] , ثم اعلم يا محمد أني قد وليتك أعظم أجنادي: أهل مصر ووليتك ما وليتك من أمر الناس، فأنت محقوق أن تخاف فيه على نفسك وتحذر فيه على دينك، ولو كان ساعة من نهار، فإن استطعت أن لا تسخط ربك لرضا أحد من خلقه منه، فاشتد على الظالم، ولِنْ لأهل الخير وقربهم إليك واجعلهم بطانتك، وإخوانك، والسلام [3].
وبدأ محمد بن أبى بكر يمارس ولايته، وقد مضى الشهر الأول من ولايته بسلام، إلا أن الأمور بدأت تتغير بعد ذلك، فلم يعمل محمد بنصيحة قيس بن سعد، وبدأ يتحرش بأولئك الأقوام الذين لم يبايعوا عليًا، فكتب إليهم يدعوهم إلى المبايعة فلم يجيبوه، فبعث رجالاً إلى بعض دورهم فهدموها ونهب أموالهم وسجن بعض ذراريهم، فعملوا على محاربته [4] , ثم إن معاوية أعد جيشًا بقيادة عمرو بن العاص فغزا به مصر، وتحالف مع من قاتلهم محمد بن أبى بكر، وكانت قوتهم كبيرة تصل إلى عشرة آلاف مقاتل وفيهم مسلمة [1] الكامل في التاريخ (2/ 356). [2] له أصل في صحيح مسلم، ك الإمارة (3/ 1518). [3] تاريخ الطبري، منهج على بن أبى طالب في الدعوة إلى الله ص (282). [4] الكامل في التاريخ (2/ 357)، الولاية على البلدان (2/ 13).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 444