نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 446
فيما أخرجه أبو عوانة عن عبد الرحمن بن شماسة قال: دخلت على عائشة أم المؤمنين فقالت لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل مصر، قالت: كيف وجدتم ابن حديج في غزاتكم هذه؟ فقلت: وجدناه خير أمير، ما مات لرجل منا عبد إلا أعطاه عبدًا، ولا بعير إلا أعطاه بعيرًا، ولا فرس إلا أعطاه فرسًًا، قالت: أما إنه لا يمنعني قتله أخي أن أحدث ما سمعت من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «اللهم من ولى من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به، ومن شق عليهم فشق عليه» [1].
وقد اشتملت روايات أبى مخنف في تاريخ الطبري حول ولاية محمد بن أبى بكر لمصر ومقتله على جملة من الغرائب أبرزها ما يأتي:
1 - ما ذكره من مبايعة أهل الشام لمعاوية بالخلافة بعد التحكيم فهذا غير صحيح، فقد نقل ابن عساكر بسند رجاله ثقات عن سعيد بن عبد العزيز التنوخى أعلم الناس بأمر الشام [2] , أنه قال: كان علىٌّ بالعراق يدعى أمير المؤمنين وكان معاوية بالشام يدعي الأمير، فلما مات على دُعي معاوية بالشام أمير المؤمنين [3] , فهذا النص يبين أن معاوية لم يبايع بالخلافة إلا بعد وفاة على وإلى هذا ذهب الطبري، فقد قال في آخر حوادث سنة أربعين: وفي هذه السنة بويع لمعاوية بالخلافة بإيليا [4] , وعلق على هذا ابن كثير بقوله: يعنى لما مات على قام أهل الشام فبايعوا معاوية على أمرة المؤمنين لأنه لم يبق له عندهم منازع [5] , وكان أهل الشام يعلمون بأن معاوية ليس كفئًا لعلى بالخلافة، ولا يجوز أن يكون خليفة مع إمكان استخلاف على رضي الله عنه، فإن فضل على وسابقته وعلمه، ودينه، وشجاعته، وسائر فضائله كانت عندهم ظاهرة معروفة، كفضل إخوانه أبى بكر وعمر وعثمان، وغيرهم رضي الله عنهم [6] , وإضافة إلى ذلك فإن النصوص تمنع من مبايعة خليفة مع وجود الأول، [1] مسند أبى عوانة (40/ 113)، مسلم (3/ 1458)، مع اختلاف في بعض الألفاظ. [2] قال الحاكم: هو لأهل الشام كمالك لأهل المدينة، تهذيب التهذيب (4/ 60). [3] تاريخ الطبري (6/ 76). [4] تاريخ دمشق (16/ 360). [5] البداية والنهاية (8/ 16). [6] فتاوى ابن تيمية (35/ 73).
نام کتاب : أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 446